مدربون ولاعبون أجانب كثر حضروا للملاعب السعودية وغادروا وهم يحملون ذكريات سيئة عن كرة القدم السعودية، ومدربون ولاعبون بعددهم حضروا وغادروا وهم يحملون ذكريات جميلة مع فرقهم التي كانوا ينتمون لها.. والفَرقُ بين الذكريات الجميلة والذكريات السيئة مثل الفرق بين كل فريق لعب له من حمل تلك الذكريات، وهنا تبرز البيئة الجاذبة التي قد يعيش فيها اللاعب أفضل مراحل حياته، وفي المقابل تبرز البيئة الطاردة التي يخفق فيها اللاعب مهما كانت مستوياته.
مؤخرا برزت مشاكل اللاعب السابق في فريق الأهلي البرازيلي فيكتور سيموس الذي صرخ بأعلى صوته عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وتحدث بعدها للقنوات الرياضية، حيث قال العجب العجاب، وقبله برزت مشكلة البرازيلي الآخر لاعب فريق النصر باستوس، والذي يطلب الرحيل لبلاده ولكن مستحقاته مازالت عالقة، ولا زال النصر يطلب منه تقديم إجازة حتى تكون ممسكا على اللاعب.. تلك هي الصورة السلبية التي نتمنى ألا نشاهدها في الدوري السعودي.
وفي المقابل، تبرز الصور الايجابية التي لا يمكن أن تحجب بغربال وكلنا نفخر بها، فحينما أعلنت إدارة نادي الهلال عن تخليها عن اللاعب المغربي عادل هرماش دخل الأخير تويتر وشكر الهلاليين على دعمهم ومساندتهم طيلة تواجده بينهم، وقال أنه سيصبح مشجعا هلاليا مثله مثل من كان يتحدث معهم في تويتر، وهذا الوفاء غير مستغرب من هرماش فقد سبقه عليه «القيصر الروماني» ميريل رادوي والذي وقع مع فريقه الهلال عقدا جديدا رغم أنه كان ينوي الرحيل بشكل نهائي، ولكنه أراد أن يستفيد نادي الهلال من خلاله، وهذا الوفاء من القيصر الروماني بقي حتى بعد مغادرته فهو لا زال يتذكر الهلال ولاعبيه، وحينما يصل الهلال للإمارات نجد اللاعب يستقبلهم ويرحب بهم ويحمل الذكريات الطيبة لهم، ونفس الأمر يفعله السويدي ويلهامسون الذي رغم ابتعاده عن الهلال إلا أنه مازال يتذكره بين فترة وأخرى، وقبل رادوي وويلهامسون جاء الوفاء من المدرب الروماني الكبير كوزمين الذي حمل العضوية الشرفية الهلالية، ورفض العودة للملاعب السعودية إلا من خلال الهلال، وكم من عرض جاءه ولكنه رفضه، أيضا البلجيكي جيريتس الذي سبق ودرب الفريق الأزرق لا زال يحمل في قلبه حبا للنادي ومنسوبيه، ويتضح ذلك من خلال تواجده مع فريق الهلال حينما يغادر الأخير لقطر، ومن خلال تصريحاته التي توحي بأنه تشرب حب الزعيم.
هؤلاء اللاعبون والمدربون الذي سبقوا ولعبوا ودربوا فريق الهلال وغيرهم كثر ليسوا مجبورين على هذا الحب ولا على هذا الوفاء لو لم تكن بيئة الهلال جاذبة لدرجة أنها أصبحت ذكريات مخلدة في عقول هؤلاء جميعا.
إن هذه البيئة التي نتحدث عنها من خلال نادي الهلال هي التي نتمنى أن تكون في جميع الأندية السعودية، فاللاعب بعد مغادرته الأراضي السعودية سيحمل أمرين لا ثالث لهما، وسيقول أحدهما لأبنائه وأقرانه وزملائه، فإما أن يقول وجدت ما لم أجده في غيرها من حب ووفاء وصفاء وترابط، وإما قال العكس وهذا ما لا نتمناه، فالصورة السلبية تنعكس على البلاد بشكل قد يؤثر عليها في كافة المجالات وخاصة الرياضة، والصورة الايجابية ستعطي للمملكة معاني كثيرة.