مع كل يوم وفي كل لحظة تمر بها الأزمة السورية تظهر معها حقائق كانت في السابق قبل الأزمة غائبة إلا على أهل السياسة والمختصين في هذا المجال. فالعلاقات بين سوريا الأسد والأطراف الأخرى كإيران وتركيا وبعض دول الخليج والدول العربية ليست وليدة الأزمة بل هي امتداد لتراكمات سابقة وأحداث سياسية وجغرافية وإيديولوجية. لقد بات الموقف من الأزمة السورية واضحا وجليا من جميع الأطراف الثلاثة فكل يلعب دوره جليا بما يحقق مصالحه ومصالح شعبه وبلده.
قد يعتبر هذا حقا مشروعا للدول ذات العلاقة المباشرة بالأزمة كدول الخليج وتركيا حيث إن الأولى ترتبط بالأزمة ارتباطا عرقيا ودينيا. فعلى الصعيد العرقي تعتبر سوريا بلدا عربيا وبالتالي فهي تعتبر ذات أهمية كبرى لدى العرب والدول العربية فالعاطفة تلعب دورا مهما في هذا الجانب وهنا يمكن أن يكون التدخل الخليجي أو العربي مبررا وبالتالي يجب أن يعطى دورا رئيسيا في حل الأزمة في سوريا.
أما على الصعيد الجغرافي فنجد أن تركيا وهي الدولة التي تمتد على طول 822 كيلو مترا على الحدود السورية لا تقل أهمية بالنسبة للأزمة عن الأطراف الأخرى. فالاستقرار السياسي في سوريا هو بالتأكيد مهم جدا لتركيا ويعتبر مطلبا أوليا لدعم الاستقرار في تركيا.
فهنا نقول بأن لتركيا الحق بالحصول على صوت ومقعد في مفاوضات حل الأزمة السورية.
وبالنظر إلى الطرف الثالث في الأزمة - إيران- نجد أن لها اليد الطولي تقريبا في تصعيد ودعم الصراع بحكم علاقتها المريبة بالأسد والحكومة السورية غير المرغوب بها.
فهي من جلبت استخباراتها وحرسها الثوري ووظفت إمكانياتها للوقوف مع الأسد ضد شعبه وهي من تقود المعركة ألان.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل لإيران الحق للتدخل في سوريا مثلها مثل الدول ذات العلاقة المباشرة؟ وهل لها الحق بالمطالبة بأن يكون لها صوتا في مؤتمر جنيف2؟
إن إيران ليس لها أي ارتباط جغرافي أو عرقي ولا حتى إيديولوجي إذا قلنا إن نسبة الشيعة العلوية في سوريا لا يتجاوز 15 % من مجمل الشعب السوري يبرر لها تدخلها في سوريا ومطالبتها بأن يكون لها صوت رئيسي في حل الأزمة السورية.
بل إن إيران الفارسية بعيدة كل البعد عن أي اضطرابات يهدد أمنها الحقيقي كالدول الأخرى ذات العلاقة جراء تصاعد الأزمة في سوريا سوى أن لها أطماعا قد تخسرها بخسارة الأسد وهذا ما يجعلها مستميتة في الدفاع عن الأسد وبالتالي تأجج الصراع في سوريا غير آبهة باستقرار المنطقة مما ينعكس سلبا على الدول ذات العلاقة المباشرة بسوريا كدول الخليج العربي وتركيا.
إن القارئ والمتتبع للأحداث غير مقتنع تماما بأحقية إيران في أن يكون لها مقعدا في مؤتمر جينيف 2 لحل الأزمة السورية فكيف بأن تطالب بدور رئيسي لها وليس هامشي.
يجب على دول الخليج العربي والدول العربية الوقوف ضد دعوة إيران لمؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة في سوريا بل يجب المطالبة باعتبارها متهمة عن دورها في تأجيج الصراع في الأزمة في سوريا والمطالبة بإبعادها عن المشهد السوري وتطبيق العقوبات الدولية ضدها و اعتبارها مسئولة عن جرائم الحرب التي ترتكب في سوريا وهذه هي الحقيقة التي باتت جلية وواضحة للعالم أجمع.