فاصلة:
(الأشياء ليست كما تبدو بل كما نراها)
-حكمة عالمية-
استجابة لتساؤل الزميل «محمد العصيمي» في مقالته «المرأة لا تثق بالمرأة!!» المنشورة في جريدة عكاظ يوم الأربعاء 8-1-2014م.. حيث تساءل عن سبب عدم ثقة المرأة بالمرأة مع أنها من بنات جنسها ويفترض أنها الأقدر على فهمها ومساعدتها؟.
ليسمح لي زميلي أن أخبره بأن مفهوم المرأة ضد المرأة مفهوم سوّق له الإعلام كثيراً وزيّف الحقائق عن دعم النساء للنساء، وأخفى كثيراً من مواقف النساء الإيجابية مع بنات جنسهن، لأن الإعلام صناعة ذكورية.
والنساء في المجتمعات العربية إما لا يتقلدن مناصب صنع القرار في الإعلام أو هي مناصب شكلية كمجتمعنا أو يتقلدنه بأعداد قليلة غير مؤثرة في تشكيل الرأي العام.
«المرأة ضد المرأة» مقولة نمطية فكم من رجال عاداهم أبناء جنسهم، وهي مقولة تشبه «المرأة ثرثارة» وكلنا يعرف أن هناك رجالاً لا يسكتون عن الكلام!!..
كل أفكارنا هي قناعات، وطالما أننا نقيّم السلوكيات وفق النوع فلابد أن نقع في شرك التعميم الخاطئ.. بالنسبة لي لم تقف امرأة ضد مصالحي يوماً لأنني لم أنظر يوماً إلى أيّة امرأة كأنثى بل كإنسان صنعت شخصيته ظروفه الأسرية وبيئته.. بل وأزيدك يا زميلي العزيز من الشعر بيتاً: إن هناك نساء وأنا منهنّ رسالتهنّ في الحياة دعم النساء ومساعدتهنّ، لكن الإعلام يأبى إلا أن يركز على بضع نماذج تُرجع أيّ خلل في السلوك إلى النوع وليس إلى الشخصية.
الناخبات في الكويت رشحن الرجال لأنهنّ يثقن في الخبرة ولمزيد من الإنصاف من منع النساء من تكوين الخبرة؟
أليس المجتمع الذكوري!!..
القصة يا زميلي أن توقعاتنا تجاه المرأة سلبية وهي تحقق نفس التوقعات التي نحملها عنها.
ماذا لو وثقنا بها وتخلينا عن مفهوم الوصاية في التعامل معها.
أظن الحال سيتغير إلى مجتمع متكامل وليس بـ»أعرج»..
مجتمع سوي يشترك فيه الرجال مع النساء كلٌّ حسب قدراته في صنع عالم أجمل.