اعتادت الجمهورية اللبنانية اللجوء إلى المملكة العربية السعودية لحل ملفاتها الداخلية كما أخذت الرياض على عاتقها دعم الجمهورية اللبنانية بين الفينة والأخرى ليس فحسب بل والسعي إلى تحييدها بقدر ما أمكن عن الصراعات الخارجية وخاصة الأزمة الدائرة في الأراضي السورية في محاولة للحفاظ على لبنان الدولة من الدخول في ملفات شائكة قد تلقي بظلالها على الداخل اللبناني لكن مساعي الرياض الهادفة إلى تحييد بيروت عن الصراعات الخارجية يقابلها طرف آخر وهو حزب الله اللبناني الذي يسعى إلى المغامرة بأمن واستقرار ومستقبل لبنان بتدخلاته السافرة في الصراع الدائر في الأراضي السورية،
عند الحديث عن الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية للجيش اللبناني إبان زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الرياض نجد أنه يهدف بالدرجة الأولى إلى تقوية الجيش اللبناني لمواجهة الأعمال الإرهابية التي تشهدها الجمهورية اللبنانية والتي أصبحت في تزايد ولعل آخرها اغتيال الوزير محمد شطح والتي عمدت هذه الأفعال بدورها إلى وضع استقرار لبنان وأمنه ووحدته على كف عفريت، كما أن هذا الدعم يأتي أيضا للشد على يد النظام اللبناني في الخطوة التي قرر اتخاذها والتي تكمن في سحب السلاح غير المشروع والتي سوف تطال حزب الله اللبناني ومثل هذه الخطوة يتطلب تنفيذها تكثيف الدعم للجيش اللبناني حتى يتسنى له الإقدام على هذه الخطوة مع الحفاظ على لبنان من الانزلاق إلى هاوية الحرب الأهلية جراء المواجهات المسلحة التي قد تندلع وخاصة مع حزب الله اللبناني الذي لم يكن امتلاكه للسلاح وليد اللحظة.
من جانب آخر نجد أن الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية للجيش اللبناني قطع الطريق أمام الجمهورية الإيرانية التي أعلنت وعلى لسان سفيرها في بيروت عقب الدعم السعودي أنها على أتم الاستعداد لدعم الجيش اللبناني ولذلك نجد أن السعودية استطاعت بقطع الطريق عن إيران أن تسعى لإنقاذ الجيش اللبناني الذي سيشترط الداعم الإيراني إلى تطويعه وتغيير مهمته الأساسية المنوطة بحفظ أمن واستقرار الدولة اللبنانية وتحويله إلى أداة لتصفية الحسابات مع خصوم حزب الله في الداخل اللبناني.
ختاماً : إن الاهتمام الذي تحضي به الجمهورية اللبنانية من قبل المملكة العربية السعودية ليس موجه لفصيل معين وإنما هو موجه للبنان الدولة والهدف منه بالدرجة الأولى المحافظة على الأمن والاستقرار خاصة وأن البنية اللبنانية ومنذ الحرب الأهلية سريعة التأثر بمجريات الأحداث في المنطقة.