المملكة العربية السعودية صاحبة سياسة موحدة على مر العقود تتسم بالعقلانية والشفافية والوضوح بعيداً عن الأساليب الطفولية والتخبط، تتمتع بتأثير قوي على الصعيد الإقليمي والدولي وصاحبة دور قيادي على المستوى العربي والإسلامي مما كان لذلك الدافع القوي لأن تحصل على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين، كما أن ذلك أيضا هو السبب خلف تقديم الرياض اعتذارها عن عدم قبول عضوية مجلس الأمن الدولي.
لقد سخرت المملكة العربية السعودية جميع أدواتها وإمكانياتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية على مر العقود من أجل حل جميع قضايا المنطقة، فعلى سبيل المثال لا الحصر الدور المفصلي الذي لعبته في تاريخ الأزمة الراهنة في سوريا الذي من غير الممكن تجاهله أو تخطيه إذ عمدت إلى دعم توازن القوة بين الأطراف المتنازعة من خلال الدعوة إلى تسليح المعارضة السورية مما قد يكون لذلك الفضل في تسهيل الانتصار على النظام السوري، إذ إنها لم تكتف بالدعوة فقط بل سارعت بالتسليح كمحاولة لفتح المجال وكسر حاجز التردد والجمود، ومن هذا المنطلق نجد أن الرياض أقدمت على تقديم الاعتذار عن عضوية مجلس الأمن الدولي لأسباب عديدة أهمها أنها دولة فاعلة ومؤثرة على الصعيد الإقليمي والدولي، وبذلك لاتريد أن تكون مجرد حضور فقط جميع ماتقوم به الإقرار بالموافقة أو الرفض حسب توجهات الدول الكبرى بل تريد من عضوية مجلس الأمن الدولي أن تكون بمنزلة ورقة تخولها لحل قضايا أعمق وأوسع مما أقدمت عليه سابقا.
عندما أقدمت المملكة العربية السعودية على رفض عضوية مجلس الأمن الدولي صاحب ذلك تأييد عربي قوي وخاصة من قبل جمهورية مصر العربية، وبذلك لابد أن يكون هذا التأييد دافعا لأن تقدم الرياض على طرح مبادرة من شأنها أيضاً إعادة هيكلة جامعة الدول العربية والعمل على إصلاحها وتعديل مسارها حتى تكون جامعة فعلاً في حل القضايا الخاصة بالدول العربية.