فاصلة: ((التعب هو هلاك الجسد، والقلق هو منجل الروح))
- حكمة عربية -
منذ صغري لم استمتع يوماً بمشاهدة أفلام العنف أو حتى الصور العنيفة التي تنشرها الصحف والمجلات قبل أن أعي أثرها السلبي، كان شيئاً في داخلي يتساءل ما الذي يمكن أن يحدثه في مثل هذه الصور السلبية!!.
وعندما كبرت قادني الوعي إلى أن أجد إجابة على تساؤلي حول تأثير أفلام العنف حيث ترسم صورة محببة لأشكال العنف، فيصبح مألوفاً وبالتالي يصبح مصدراً من مصادر التنشئة.
الإشكالية اليوم أن العنف لم يعد أفلاماً نشاهدها بل أصبح صوراً يومية تبثها وسائل الإعلام المختلفة خاصة الجديدة منها مثل برنامج «الواتس آب».
ورغم أني لا أفتح أي رابط للحوادث التي تمر بنا في مجتمعنا مثل حادثة الطفلة لمى -رحمها الله- أو حادثة التحرش بالطفلة التي انتشرت في موقع «تويتر» وبرنامج «واتس آب»، إلا أنني أشفق على أن نكون أداة توصيل لهذه المشاعر السلبية، ولا نسأل أنفسنا مجرد سؤال واحد عن الأثر السلبي الذي تحدثه هذه الفيديوهات في أنفسنا وسلوكياتنا.
الفكرة التقليدية التي تقول إن مشاهدة هذه الأفلام تجعلنا نفعل شيئاً إيجابياً تجاه الحدث كاستجابة غير صحيحة.
علمياً هذه المناظر المؤلمة تدخل بنا في دائرة التوتر، وللأسف تكرار مشاهدة مثل هذه الحوادث ترسخها في اللاوعي الذي يمكنه بشكل أو بآخر أن يجعله سلوكاً نمارسه، ليس بالتأكيد نفس المظاهر ولكن العنف بأي من أشكاله الجسدية أو اللفظية.
إلى متى ونحن نظل نستقبل الطاقات السلبية ونحيط حياتنا بها؟
إلى متى ونحن نعيش وهم إننا حينما نرسل مقطع فيديو لحادثة أليمة أننا نتعاطف مع الضحية ولا نتحول تدريجياً إلى أحد ضحايا الإحباط أو الحزن؟
فقط قبل أن تشاهدوا أي حادثة عنف أو إجرام أسألوا أنفسكم لماذا؟