اعتراف جيد من وكيل وزارة الإسلامية للمساجد بلقائه قبل فترة بصحيفة «سبق» بأن صيانة ونظافة المساجد غير مرضية ودون المأمول وأنها تؤرق مسؤولي الدولة وهذا اعتراف جميل.
هنا يبقى دور الوزارة مع الجهات المختصة كالمالية وغيرها لمعالجة المشكلة التي كما تؤرق مسؤولي الدولة فهي تؤرق المواطنين فإن عليها أن ترفع وتطالب باعتمادات مالية كافيه لبند الصيانة والنظافة وعلى الجهات المسؤولة كوزارة المالية أن تدعم هذا البند وتوفر المبالغ الكافي في كل ميزانية فليس لدينا أغلى وأهم من بيوت الله.
***
من جانب آخر يتعلق بمشكلة الأئمة والمؤذنين ونقص وظائفها فقد أوضح الوكيل د. توفيق السديري في لقائه أن الوزارة تعاني نقصا في وظائف الأئمة والمؤذنين وهنا لا نلوم وزارة الشؤون الإسلامية بل نلوم الجهات التي لا تعتمد لها الوظائف المطلوبة فضلا عن ضالة رواتب الأئمة والمؤذنين التي هي أحد أسباب عدم الإقبال على عمل الإمامة والآذان وأجزم أنه لولا الاحتساب وطلب الأجر من الله لما استمر عدد كبير من الحاليين بهذا العمل لأنه لا يوجد عمل يربط الإنسان 24 ساعة نهارا وليلا وظهرا وفجرا مثل هذا العمل, ومع كل ذلك فإن من يقوم ويصبر على هذا العمل مؤذن راتبه الشهري لا يتجاوز (1395) ريالا أو إمام راتبه لا يتعدي (2000) ريالا.
فضلا عن ذلك - وهو الأمر العجيب - حيث جاء بوثيقة منسوبي المساجد التي أصدرتها وكالة المساجد ووافق عليها الوزير.. ما يلي: «على أن موظفي المساجد لا يستحقون إجازات إلا بالمرض أو أذن مقبول!».. لا أعتقد أنه يوجد موظف بالدنيا لا يحق له إجازة سنوية.. من هنا كيف لا يكون هناك عدم إقبال على وظائف الأئمة والمؤذنين ونقص كبير فيها!
مطلوب تدارس وحلّ هذه المشكلات التي تخص بيوت الله مابين وزارة المالية والشؤون الإسلامية والخدمة المدنية وهل - مرة أخرى - ما هو أغلى علينا من بيوت الله والقائمين عليها من أئمة ومؤذين.
=2=
((إذا المرء لا يرعاك))
يرحم الله الإمام الشافعي، إنني أحسب أنه لو لم يكن عالماً كبيراً وفقيهاً جليلاً لكان من أبرز الشعراء إنك لتحس في شعره - على بساطة مفرداته - نبض الحياة، وصدق التجربة، وفلسفة ذلك الإنسان الذي عجم عيدان الحياة، وعرف الناس معرفة الحكيم العاقل.. حسبكم أن تقرأوا معي هذه الأبيات الحكيمة له، والتي تفيض صدقاً, وتنبض تجربة:
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من نهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
صدقت.. ورب كاتب هذه السطور..!.
=3=
((جدول حكمة ))
) (أكثر الأخطاء التي نرتكبها في حياتنا تكون نتيجة لموقف كان من الواجب أن نقول: لا, فقلنا نعم)
) صحيح لكن أحياناً نضطر لقول نعم مصانعة لا قناعة!
=4=
((قطرة مطر ))
بعض الأشياء الغالية ليس مهما أن نستأثر بها كل الوقت.. وحسبنا أن نسعد وجداننا بها في لحظة من لحظات حياتنا.. لتبقى لنا وهجاً في ظلام ليلنا وعطراً في وجداننا وطهراً في سني عمرنا...!