الهلال ذلك الذي لا يحجب ضوء حضوره أحد، ولا يعتلي على هيمنته أحد، الهلال الذي تنحني له الأرقام طالبةً وده، متشوقة لـ ارتباط الأزرق بـ أدق أسرارها وأضخمها، في كل جولة وفي كل بطولة يهديها الهلال شرف معانقتها له، ويثبت للجميع أنه لا يمكن أن ينثني لأحد غيرها.. لغة الأرقام، إذا تجدون مكامن الوصول إليها عند الهلال فقط، يتربع هو على عرشها ويجيد فن التخاطب مع أعدادها، يمقت أن يكون له شريكا معها يحب التفرد بها كما تحب هي أن تنقاد إليه.. ذلك الهلال كما يحب الأرقام التاريخية وكسر حواجز الاعتياد بـ إنجازات غير مسبوقة وبطولات لم تخضع كثيرا لـ غيره رغبة في زهو الهلال فقط وحبًا في تملك سيد القارة وزعيمها، ليس عليها لوم فهو حقا يستحقها، يستحق أن تُخلق أرقام عالية جدا لـ تليق بتاريخه ويستحق أن يكون هو المعني بها وحده ويستحق أن تكتب الأجيال عنه مع أعداد فردية وزوجية تناسب عطاءه وزخم حضوره وإبداع أقدامه.. لأنه فعلا لا يجيد الغياب عنها كثيرا ولا يركنها في سراديب النسيان لتنسى أنه كان زعيمها يوما، فهو يجدد الولاء لها في كل موسم بـ إطلالة مختلفة قد تكون أجمل من سابقتها على وجه التألق المتجدد وبولع عاشق يجيد ترويض معشوقته التي قد تحمل اسمه يوما أراه قريب (لغة الهلال) التي أعني بها (لغة الأرقام) دون مبالغة نظرا لـ ما يقدمه الأزرق من نتائج ومستويات تؤكد أنه لن يتنازل عن الأول بـ سهولة.. وفي هذا الموسم اكتمل عقد النجومية الهلالية بـ أسماء شقت نحو الذهب لها طريقا لن يسلكه أحدا غيرها، وعلى رأس الهرم يعوي الذئب بـ لحن أنيق لا شدة فيه ولا غضب لـ يطبخ خططه على نار هادئة، عكس ما يواجهه من قسوة آراء وانحياز للألوان دون تقدير لـ مجهوداته التي لا تخفى على الأنظار إلا تلك العيون التي ترتقب سقوطه وتناشد فشله. لـ سامي بصمته الواضحة خصوصا في (الشوط الثاني) الذي يسمى (شوط المدربين) الذي لم نعد نسمع الإشادة به منذ أن تولى سامي منصب القيادة في الهلال، لماذا كل هذا التجاهل والانحياز، وإلى متى وأنتم تحاولون دثر المواهب وقتلها في سبيل إرضاء الميول والمصالح الذاتية؟ إلى متى وأنتم تشنون حملات الإسقاط المحبكة ضد سامي ومن هم على شاكلته؟ وإلى متى وأنتم تحاولون إرضاء العشق في سبيل التخلي عن المهنية واحترافها؟ هل اللون هو من يقذف بـ شره في هذه الحالات؟ وهل الملكات السيئة لا تظهر إلا في حضور سامي وتفوقه؟ هل يعقل أن يحاب المبدعين لـ أجل النهوض بـ نادي أو اثنين! أم أن سامي وحده هو من تمارس ضده هذه الخبائث وتحاك ضده هذه الافتعالات؟ لا سبيل لـ إجابات متعددة أو خيارات مطروحة فـ الواقع يدلي بـ إجابة مقنعة كونها تتمثل في (سطوة سامي الهلالي) لاعبا ثم إداريا ثم المصيبة العظمى بـ نظرهم كونه مدربا لـ زعيم أكبر القارات.. سامي هنا يثبت فعلا أنه ذئب في وجه الأعاصير لا يخشى سموم الصيف الحارقة ولا تجمده رياح الشتاء الباردة، لـ يقف شامخا صاحب عطاءات متجددة، وروح متناهية الوفاء والحب لـ عمله قبل أزرقه، سامي الهلال لن يترك لهم مجالا لـ مجاراته داخل المستطيل الأخضر لأنه يعلم أنهم لا يجيدون سلاح التنافس الشريف، على عكس إتقانهم الضرب من تحت الأحزمة والعمل في المكاتب وعلى عرض الأكتاف.. سيترك لهم العمل في البيئة التي يجيدونها لعل الأقدار يوما تُوقظ تلك الضمائر التي ماتت في أجوافهم، ويعمل هو للهلال بكل شرف ومهنية ينشد الاحتراف بـ عمله لـ يقدم هلالا يقهر ولا يُقهر، هلال اعتلى فن كرة القدم وسحرها، وأرهق عقولا لا ترى هاجسا غيره، ولا تعمل إلا من أجل إسقاطه والعبث بـ استقراره، ولكن يبقى الهلال وحده من يمسك بـ زمام أهوائهم فـ متى ما أراد لن يوقف سير تقدمه إلا خالقه ولن يقف في وجه رغباته فساد يمارس ضده بكل عنفوان ودقة، هكذا اعتدنا الهلال وهكذا سيستمر بإذن الله..
ومضة: وكأن النسمة هلال
وعذب الماء هلال
وصفاء السماء هلال
وكأن الجمال خُلق ليكون (هلال)