Tuesday 21/01/2014 Issue 15090 الثلاثاء 20 ربيع الأول 1435 العدد

مهرجان ربيع بريدة .. قيمة اقتصادية منتظرة للأسر المنتجة

بريدة - عبدالرحمن التويجري:

هي ليست مجرد دكاكين شعبية تستوطن الصحراء، وليست مجرد نافذة للاستغلال الإعلامي، بل حقيقة أثبتت أنها أنموذج كبير لجودة التجربة وبراعة المشروع. تتلحف أم صالح التي فقدت زوجها في حادث مروري؛ لتقاوم لسعات البرد، بينما أبناؤها الأربعة يسارعون لالتقاط ما تقدمه لهم في ذلك الصباح البارد من مأكولات شعبية، تصنعها بيديها المتعبتين، بعدها تنطلق رحلتها نحو باب الرزق؛ لتنضم مع مئات الأسر المنتجة؛ لتفتح دكانها داخل السوق الشعبي بمهرجان ربيع بريدة حيث تتقاطر آلاف العوائل من كل مكان للظفر بمثل تلك المأكولات الشعبية اللذيذة. تقول أم صالح «المهرجانات ببريدة تزيح عن كاهلي قيمة إيجار البيت ومصاريف الأولاد، فأنا لا أعاني مالياً؛ لأن الأمور تبدو أكثر ربحية بالمهرجانات؛ لذلك نحن نتسابق لحجز الدكاكين قبل نحو شهرين من انطلاقة مهرجان ربيع بريدة». تصمت أم صالح، لكن حبات الرمال الكثيفة التي تحيط بالمكان لا تتوقف عن البوح؛ فهي تنقل قصة أقرب للخيال، فبعد أن كانت تتماسك بأرض موحشة شرق مدينة بريدة، وتحديداً بعريق الطرفية، أصبحت أكثر حركة وتمايلاً مع حركة الناس حتى وصل الأمر إلى أن يتحول المكان برمته لمدينة شتوية حقيقية، تعتبر الأكبر والأوسع والأجمل بين المهرجانات الشتوية بالمملكة كافة.

الحال لا تتوقف عند ربات الأسر فقط، بل حتى الفتيات الجامعيات تحررن من لغة العيب والخجل لينافسن بأكلاتهن الجميلة واللذيذة. تؤكد فاتن - وهي طالبة بالمرحلة الأخيرة بقسم التغذية بالجامعة - أنها زارت المهرجان قبل نحو أربع سنوات، ولمست قيمة المشاركة، حتى تقدمت بطلب التسجيل، وتم قبولها؛ لتنضم لقائمة الأسر المنتجة. تقول فاتن: أنا أستمتع كثيراً بتلك الأجواء، وقد دعوت الكثير من زميلاتي إلى الانضمام، والحمد لله لقيت دعوتي الكثير من الاستجابة.

وفي الجانب الآخر، ترسم العديد من الأسر نوافذ مختلفة للبيع، فالملبوسات والزخارف والنسيج والتطريز وخياطة مستلزمات البيت المعروفة وملابس الشتاء والزينة حتماً ستجدها متراصفة مزدحمة بالزائرين والزائرات نظير الجودة والجمال والتميز في التقديم والحياكة. قد يبدو المنظر صورة بانورامية مضيئة، جسدها مهرجان ربيع بريدة، لكن تفاصيل ذلك المنظر تحمل قصصاً إنسانية وحكايات، بعضها صالح للنشر، والأخرى لا نريد أن نبوح بها خوفاً من الحسد، فالمهرجان أصبح يمثل قيمة اقتصادية منتظرة لتلك الأسر بمساعدة كبيرة من الزائرين ممن يدفعون بسخاء كبير للاستمتاع بما تقدمه تلك الأسر من منتجات فائقة الجودة.

موضوعات أخرى