لا شك أن حادث طائرة البوينغ بمطار المدينة المنورة والقادمة من مشهد الإيرانية للمدينة وبالرغم من سلامة الركاب ولكنه يطرح الكثير من الأسئلة حول مبدأ السلامة في عالم الطيران، وهو المبدأ الأهم لارتباطه بسلامة الركاب، ويؤثر أيضاً على اقتصاديات النقل الجوي، ويعتمد على أخذ الاحتياطات اللازمة والتي تمنع بأمر الله وقوع مثل هذه الحوادث. فتجهيز المطارات وخصوصاً المدارج لابد وأن يتواءم ويتوافق تصميماً مع مثل هذه الحالات القليلة، فالشركات المشغلة للمطارات تعلم يقيناً بضرورة فصل المدارج عن بعضها البعض أثناء التصميم بحيث تسمح باستخدام حركتي وعمليتي طيران في آن واحد لمدرجين، فإقفال أحدهما أثناء الطوارئ أو تعطله يتم استخدام الآخر مباشرة لجميع الحالات سواء تجارية أم طوارئ أخرى، واستقبال حالات الطوارئ بمورد بشري متمكن تدريبياً ومعنوياً يستطيع التعامل بكل جدارة وشجاعة مع الحالة، ومجهز بالمواد الكيميائية الخاصة بالإطفاء والإنقاذ. ولاحظت أن شركات الطيران بدت قلقها التجاري، وذلك باستئناف رحلاتها التجارية أكثر من اهتمامها بالأرواح، والأجدر بها أن تعيد النظر في عمر الطائرة المنكوبة التشغيلي ومشكلاتها الفنية. ونتائج حادث الطائرة أعلاه الإيجابية نستطيع نسبتها لمهارة الطيار أثناء الهبوط والمورد البشري الأرضي، وخصوصاً رجال الإطفاء والإنقاذ بالمطار. لذلك سيكون المقال القادم بإذن الله مخصصاً عن المورد البشري.