اكتساح كلمة (نعم) في الاستفتاء على الدستور هي خسارة فادحة لما راهنت عليه جماعة الإخوان المسلمين (المنظمة الإرهابية) ومن يقف معها ويدعمها بأن أغلبية الشعب المصري سوف يسعى إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور.. كما أن اكتساح كلمة (نعم) دلالة على أن ماحدث في الثلاثين من يونيو لم يكن انقلابا عسكريا أو مؤامرة خارجية بمساعدة الجيش كما تدعي جماعة الإخوان المسلمين (المنظمة الإرهابية) ومن يقف معها ويدعمها بل هي ثورة واردة شعبية رافضة لحكم الإخوان لاقت الانحياز والتجاوب من قبل القوات المسلحة المصرية.. الشعب المصري بالاستفتاء على الدستور ينتصر لإرادته ويعلن قبوله لخارطة الطريق ويضع اللبنة الأولى لتأسيس الجمهورية المصرية الجديدة ويمحي بذلك سنة العار والفوضى التي كانت فيها مصر تحت حكم الأخوان .. كما أن الشعب المصري بالاستفتاء على الدستور سعى إلى استعادة هيبة الدولة المصرية وسيادتها التي فقدتها خلال حكم الأخوان ويغلق الباب الذي ظل مفتوحا على مصراعيه مابعد ثورة الثلاثين أمام التدخلات السافرة لبعض الدول في الشأن الداخلي المصري.. عند الحديث عن الديمقراطية نجد بالمقارنة مابين الدستور الذي تمت صياغته في عهد الإخوان المسلمين وما بين دستور مابعد الثلاثين من يونيو أن الدولة المصرية بالدستور الحالي تسير على الطريق الصحيح للديمقراطية فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن الدستور الحالي أعطى المرأة والطفل جميع حقوقهم والتي سعى دستور الإخوان إلى تهميشهم وكذلك عدم الرقابة على الصحف أو حظرها بأي شكل من الأشكال إلا في حالات الحرب والتعبئة الشعبية وعدم التجسس على المواطنين أو مراقبة اجتماعاتهم كما أن الأهم في الديمقراطية هو وجود التوافق الذي تجلى في الدستور الحالي بعكس الدستور الذي تم في عهد الإخوان والذي تمت صياغته وسط انقسام حاد وانسحابات بدأت منذ الجلسات الأولى لممثلين من المعارضة والأزهر الشريف والكنيسة وبقية تيارات المجتمع المدني وسط هيمنة الإخوان على لجنة أعداد وصياغة الدستور وعلاوة على ذلك كله فقد تم آنذاك تمرير وفرض الدستور بالقوة وسط رفض من قبل الشعب المصري الذي خرج للشارع عشية الاستفتاء عليه كتعبير عن رفضه المطلق لذلك الدستور.. ختاما: الدولة المصرية بالاستفتاء على الدستور الجديد تعبر إلى بر الأمان كما راهن على ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله في خطابه الذوجهه إلى مصر والعالم بأكمله مابعد فض اعتصام ميدان رابعة العدوية والنهضة وبداية مشوار مصر في حربها على الإرهاب والذي تضمن أن مصر العروبة والإسلام والتاريخ المجيد لن يغيرها موقف أو قول هذا أو ذاك وأنها قادرة بحول الله وقوته على العبور إلى بر الأمان يومها سيدرك هؤلاء أمن من تدخل في شأن مصر الداخلي ومن حاول الوقوف ضد إرادة الشعب وسعى إلى بث الفتنة وتغذية العنف في الشارع المصري بأنهم أخطأوا يوما لاينفع الندم..