شر البلية ما يبكي يا وزارة المالية

نعم، وزارة المالية في كل بلاد العالم هي من ينتظر منها كل شيء، بعد الله، في كل ما يتعلق بحياة البشر وبالشعوب، نعم وزارة المالية التي تصبح مع إعلان ميزانية الدولة أمام أمرين، إما الرضا أو العتب وليس (الغضب).

وفي هذا الوطن الغني بدينه قبل كل شيء ثم بحكومته الرشيدة، رجال أوفياء وصولا إلى أجيال متعددة الرغبات، مطالبهم وطموحاتهم كبيرة، ومن بينهم أصحاب المواهب والإبداعات يمثلون غالبية من يعيش بين ظهرانينا من الشباب، بدءا بمواهب الرياضة مرورا بالأدب والقراءة والتأليف وصولا إلى ما هو أكثر تفاعلا وهم الموهوبين في المسرح والخط العربي والفنون التشكيلية والتصوير الضوئي إلى آخر المنظومة من عقد هبات الله لخلقه.

هؤلاء يأملون أن يكون في ذهن وزارة المالية اهتمام إذا علمنا وعلم كل مسؤول في الوزارة أن مواهبهم في حال تنميتها جدار وسد منيع أمام كل ما يمكن أن يحرف الشاب عن طريق الصواب، فتلك الإبداعات وهؤلاء المبدعون على اختلاف أعمارهم وأجيالهم وتخصصاتهم التي حققوا لها أعلى المؤهلات ومارسوا من اجلها الكثير من الخبرات ويتكاثر أعدادهم في كل لحظة، ليس لهم في دائرة الدعم المجتمعي أي فرصة ولا تجد جهاتهم المعنية بنشاطاتهم أي دعم من القطاع الخاص الذي يخصص دعمه للأعمال الخيرية وكأن ما يقوم به أولئك المبدعون خارج الخير، ما أبقى مهمة هذا الدعم على الدولة ممثلة في هذه الوزارة وبما يمكن أن تقدمه وتوافق عليه أو ترفضه.

ومن المؤسف أن يفاجأ أعضاء ومنسوبو الجمعيات الخمس الفنون التشكيلية والمسرحية والفوتوغرافية والكاريكاتير والخط العربي بأن لا حظ لهم في ميزانية الوطن، نتيجة عدم الاعتراف بهم وإقرارهم من المقام السامي، إلا أن أملهم كبير بما يمكن أن يضاف إلى ميزانية وزارة الثقافة والإعلام باعتبار أن تلك الجمعيات جزء من ثقافة الوطن وحضن المبدعين وان مهمة دعمها تتحملها الثقافة والإعلام أكثر من غيرها، وهي الجملة التي يختم بها أي حديث بين مسؤول في شركة أو مؤسسة عند ما يطلب منها مسؤول في إحدى تلك الجمعيات دعما ولو اقل مما يفي بالغرض ولا يغطي جزء من أحد أنشطتها (أين وزارة الثقافة والإعلام عن دعمكم؟) سؤال يجبرك على الصمت.