عبر كتاب «اليوم النبوي»، تأليف عبدالوهاب الطرير، نعيش مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صباحه ومسائه.
يقول المؤلف: في هذه السيرة اليومية نترحل مع ساعات يوم النبي - صلى الله عليه وسلم - وكأنا نعيش معه بساطة الحياة العظيمة، وعفوية الحياة الجادة، والتوازن بين مناشط الحياة والتكامل لاستيفاء الاحتياجات.
لم يكن عادياً، يبدأ من الصباح، وينتهي في المساء، تشعر لفرط نشاطه بأن كل لحظة هي بداية له.. هو رجل اقتناص الفرص ورجل اللحظة.. يفهم بفطرة النبي الرسول أن الدقيقة محسوبة، ولها إنجازها.. والأجل ينصب خيامه على مشارف العمر.
ترى في هذا اليوم تحقيق قوله صلى الله عليه وسلم «وجعلت قرة عيني في الصلاة»، فالصلوات منتشرة في مساحة يومه، فرائض وسنناً وقيام ليل.. فهي منازل الاستراحة النفسية في مسيرة اليوم، وكأنما يتلقى في صلاته تلك مدداً ربه وفتوحه عليه؛ ليتجدد له بعد كل صلاة قوة وعزماً ومضاء. لقد كانت الصلاة قرة عينه وراحة نفسه حتى كأنما يستبطئ الصلاة وقد حان وقتها، فيقول من شدة شوقه إليها «أرحنا بها يا بلال». ولا أفصح ولا أدق في تصوير أشواق روحه العالية من قوله «أرحنا بها»، فهذا كمال الاتصال بينه وبين خالقه.
الرحلة مع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وفي يومه النبوي مدد لحبه العظيم في قلوبنا؛ لذا كان صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد الناس له حباً، وأكمل الخلق له تعظيماً.