«استثمر مع أجنبي، أقنعه باقتراض مبلغ كبير، استورد منتجاً غذائياً بكميات كبيرة، لم يدرس السوق وكيفية التوزيع، تورَّط بالبضاعة وسداد القرض .. (ادرس مشروعك مقدماً)».
تلك كانت تغريدة غردت بها في حسابي في تويتر، ولم أفصّل بها لمحدودية المساحة.
وما أردت أن أتطرق له من خلال طرح تلك التغريدة هو الإشارة إلى أن لدينا شباباً رائعين متحمسين، لديهم الرغبة في الدخول في المجال التجاري، إلا أنهم تنقصهم الخبرة والدراية في العمل التجاري، ومثلهم يكونون عرضة لبعض المقيمين من جنسيات مختلفة الباحثين عن المال بأي شكل من الأشكال، فيقنعون مثل هؤلاء بالدخول معهم في نشاط تجاري، على أن يتولى الشاب السعودي تأمين المال، والمقيم يتولى إدارة النشاط التجاري وتسويق المنتج.
وفي غالب الأحوال الذي يحصل أن يتورط الشاب في قرض بنكي كبير، لا يستطيع سداده، بينما المقيم ليس عليه شيء؛ فالاتفاق كان من البداية بينهما على أن يكون من خلال قيام المقيم بتصريف المنتج، وأخذ نسبة على المبيعات. وقفتُ شخصياً على أكثر من حالة مشابهة لتلك الحالة، تورَّط فيها بعض الشباب نتيجة استعجالهم في الدخول في العمل التجاري دون دراية.
والنصيحة التي أوجِّهها لكل شاب يرغب في الدخول في مجال تجاري، أياً كان نوعه أو حجمه، عدم التسرع، وأن يدرس المشروع جيداً قبل البدء فيه، وأن يستعين بأهل الخبرة في المجال من خلال طلب المشورة والنصيحة.
وهناك العديد من الجهات التي تقوم حالياً بدعم الشباب قبل البدء بأنشطة تجارية، لعل من أبرزها مركز الأمير سلمان للشباب في الرياض، الذي يقدم خدمات استشارية مجانية، تساعد الشاب قبل الدخول في أي نشاط تجاري. كذلك يقوم صندوق المئوية بدعم الشباب بتسهيلات مالية مع استشارات في إعداد دراسات الجدوى، ولجان شباب الأعمال في الغرف التجارية، وغيرها كثير. المهم في الموضوع هو أن يكون الدخول في النشاط التجاري مبنياً على دراسة ومعرفة، وألا نثق دائماً بمن يغرينا بالمكاسب دون أي مؤشرات للنجاح.
أسأل الله دوام التوفيق لكل شبابنا.