تقول صحيفة (فيناتشيال تايمز) في عددها الخميس الماضي، إنّ فريق تحصيل الديون (النسائي السعودي) المرتبط بأحد البنوك المحلية، أثبت نجاحه ونشاطه مقارنة بأداء فريق التحصيل الرجالي؟!.
الصحيفة تحدثت عن عدة مواضيع في (مقالة واحدة) كتمكين المرأة السعودية من العمل في هذه المهنة، وقد كانت نتيجة النساء في التحصيل مبهرة تتجاوز بنسبة (70 %) قدرة الرجال على التحصيل، وتعزو الصحيفة القدرة النسائية على تحصيل الديون إلى طبيعة المجتمع الذي يخجل من طلب المرأة، باستخدام أسلوب الضغط العاطفي وسلاح الابتسامة طبقاً لما نسبته لرئيسة فريق التحصيل، حيث تتمكن النساء هنا وبابتسامة من تجريد الرجال (المدينين) من أسلحتهم العدوانية، بمعنى الوصول لتسوية (مرضية للبنك) في نهاية المطاف !.
لا يمكنني التصديق بكل ما جاءت به الصحيفة، وفي الوقت نفسه لا يمكنني تكذيب الأمر برمّته، بكل تأكيد لا زال تأثير المرأة ودخولها في مجال التسويق والتحصيل والاستقبال والعلاقات العامة في مجتمعنا - محدوداً نوعاً ما - لعدم فهم طبيعة هذه المهام الجديدة، رغم أنّ نجاح المرأة في الحصول على ما تريد من الرجل المماطل وغير المنضبط في السداد أو الالتزام بالعقود والاتفاقيات التي أبرمها مع نظرائه !.
بكل تأكيد نرحب بهذا المجال الجديد، وندعو لبناتنا وأخواتنا بالتوفيق وكلنا اعتزاز بهنّ، خصوصاً وأنّ الطلب في ازدياد على موظفات جديدات في هذه الفرق والوظائف، ولكن نرجو أن لا يستغل أو يصوّر دخول المرأة إلى هذا المجال بتوسّع من قِبل إدارات البنوك أو الشركات، على أنه (خرفنة للعملاء) المماطلين للحصول على حقوق البنك أو الشركة كما جاء في تصريحات (الفيناتشيال تايمز)، وكلنا نذكر موجة شركات التسويق التي غزتنا باتصالات دولية، لتسويق حجوزات الفنادق، والاشتراك في برامج سياحية، وبـ (أصوات ناعمة)، حتى أنّ أحدهم عرض التنازل عن بطاقة اشتراك بـ (5 آلاف دولار) في برنامج سياحي، رغم أنه لم يسافر للخارج في حياته إطلاقاً !.
بل إنّ المضحك أنّ صاحبنا اشترك في البرنامج المعروض، وقدم هدايا وعطايا بالبريد (للمندوبة) لمجرّد أنه استقبل (مكالمة نسائية) للمرة الأولى بهذه الطريقة في حياته ؟!.
لذا يجب أن نكون واعين (عملاء وموظفات)، وأعتقد أنّ مثل هذه النصيحة لن تغضب إلاّ من في (قلبه مرض)، فدور المرأة في القطاع الخاص نعتز به جميعاً، بشرط أن يحفظ لها كرامتها !.
وعلى دروب الخير نلتقي.