سعودي (يستحق التكريم)!

شدني خبر مواطن سعودي يستضيف ركاب طائرة على (نفقته الخاصة) بعد استئجاره لإحدى صالات مطار البحرين الدولي (ليلة الجمعة الماضية)؟!. الشاب السعودي (سلطان العطاوي) رفض الإفصاح لي عن قيمة وتكلفة هذا (العمل النبيل) عندما سألته عن الفاتورة الإجمالية لاستضافة (ركاب الطائرة بالكامل) في صالة مرحبا بالبحرين؟! وقال لم أقم بهذا العمل للبحث عن الشهرة أو الإعلام، إنما هو (شعور بالمسئولية) من مواطن سعودي (بسيط) محب لوطنه، تجاه (عائلات سعودية) كانت تمر بظرف صعب وتعب وإرهاق من طول الانتظار مع عدم مبالاة من مسئولي الخطوط التي كنا نستقلها!.

في البداية تتساءل عن الدوافع؟! ثم تقول هل هو (الهياط) أم أمر آخر؟!.

ولكن بمجرد سماع صوت ونبرة حديث (سلطان) تعلم أن الشيمة العربية، وصفاء معدن (المواطن السعودي) تجاه أهله وربعه، حاضرة هنا وبقوة، فالرجل لم يقم بهذا العمل (كما يقول) إلا بسبب منظر بقاء (العائلات السعودية) ساعات طوال على كراسي الانتظار، رغم أنه تواصل مع السفارة السعودية مشكورة، والتي توصلت مع الخطوط على اتفاق لتأمين فندق، ولكن الخطوط عرضت فندقا (بعيدا عن المطار) وهو ما قد يسبب مزيداً من الإرهاق (للعائلات) وربما ضياع أو تأخر الرحلة أكثر!.

لذا قرر سلطان التدخل واستئجار (صالة مرحبا) في المطار لخدمة الركاب، وتقديم كل ما يحتاجون إليه في جو أفضل مما كانوا فيه للتخفيف من معاناتهم، كم نحن بحاجة لمثل هذه المسئولية تجاه بعضنا البعض خارج الوطن؟!.

يجب أن يكرم هذا المواطن على (شعوره بالمسئولية) تجاه إخوانه وعائلاتهم، في وقت للأسف الشديد يتواصى المسافرون على البعد عن (السعوديين ومشاكلهم في الخارج)، بل إن من أبجديات السفر لدى البعض للأسف الشديد (ابعد للشر وغني له)، فكم من سائح سعودي أدار ظهره لسعودي مثله، على طريقة (دبر عمرك)؟!.

بالطبع - لا ندعو - للتورط في قضايا أو مشاكل فقط لمجرد أن طرفها سعودي، ولكن رؤية عائلة سعودية في الخارج وهي تحتاج (لفزعة أو نخوة أو مساعدة) أظنه أمر متأصل في أخلاقنا وتربيتنا وثقافتنا الأصيلة؟!.

برأيي أن هذه القصة (مُلهمة) ليعيد كل منا حساباته من جديد، عند رؤية سعودي مثله في الخارج!.

وعلى دروب الخير نلتقي.