لا شك أن شمس النصر أشرقت من جديد، وعاودت الظهور بجراءة، بعد أن كانت مختبئة بخجل خلف القمر سنين عدة!! وفارس نجد نهض مجدداً، ووقف على قدميه، وامتطى صهوة جواده، وجندل كل الخصوم في الدوري وفي الكأس، وعلى رأسهم خصمه الأعتى والأشرس الهلال، دون أن يتلقى ضربة واحدة، وهذه شهادة هو ليس بحاجة لها منا؛ فهي ممهورة بأرقامه هو ومستواه الذي قدمه هذا العام، وكل منصف وعاقل مهما كان انتماؤه لا يزايد على إعطاء النصر حقه كاملاً هذا العام، فالفريق قدم عملاً مميزاً على الأصعدة كافة من الإدارة مروراً باللاعبين وانتهاءً بالجمهور الذي هو وحده قدّم عملاً لافتاً ورائعاً من خلال المؤازرة والحضور الأعلى والأقوى ورسم لوحات كرنفالية على المدرجات، تحاكي أجمل وأكثر الملاعب الأوروبية إثارة.
نصر (جميل)، جميل جداً.. لكن هناك من يريد أن يشوه هذا الجمال، وهناك من يريد أن يضيف رتوشاً جمالية على هذه اللوحة الغنية أساساً عن الإضافة!! ولا نعرف لماذا يتم هذا، ولمصلحة من، وما الفائدة من كل هذا؟ فالفريق يسير بخطى ثابتة نحو لقب الدوري، وتأهل بجدارة لنهائي الكأس، فلماذا نشاهد في بعض المباريات أخطاءً تحكيمية كوارثية تقدم له نقاط المباراة، وتسلبها من منافسه؟!! لا نتهم أحداً، أو ندخل في ذمم الآخرين.. فقط نطرح سؤالاً محيراً، وننتظر الإجابة عنه.. فما يحصل حقيقة يضر بالجميع ابتداءً بالمستفيد من تلك الأخطاء (النصر). فالتاريخ لا ينسى، ولا يمحى، وسيسجل ويدون كل ما حدث بالتفصيل الممل ما دامت الكرة تتدحرج على العشب الأخضر.. ويمر الضرر بالوصيف الذي لا ذنب له فيما يحصل، سواء كان مقصوداً أو عفوياً، والفرق المسلوبة نقاطها أيضاً تضررت ضرراً كبيراً، وبعضها يصارع من أجل الهروب من الهبوط، وليست نهاية الأضرار في صورة دورينا التي أصبحت مشوهة ومضحكة - إن شئتم - أمام الآخرين في الخارج.
كل هذا يحصل في ظل صمت مطبق من المعنيين بالأمر إن لم نقل بمباركة منهم؛ فاتحاد الكرة ولجانه - وعلى رأسهم لجنة التحكيم المسؤولة الأولى عن هذه المهزلة - لم يحركوا ساكناً في القضية، وهذا ما يزيد الألم والحيرة، ويخرج الأمر من دائرة العفوية إلى دائرة الشبهات!!؟