إعداد - خالد الدوس:
انطلقت الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى في عقد الستينيات الهجرية من القرن الفائت عبر فريق (الموظفين) أول جيل يمارس كرة القدم في العاصمة الرياض وتحديدا في النصف الثاني من تلك الحقبة الفارطة, وكان يتزعم تلك المجوعة حمزة جعلي ومحمد عبد الله الصائغ.. وضم الفريق عددا من كبار موظفي الدولة بعد انتقال الوزارات والمصالح الحكومية للرياض ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن سعيد وعبد الله بن أحمد وصالح ظفران وعبد الله أخضر..وغيرهم, ومن فريق الموظفين الذي وضع بذرة قيام الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى ..تأسس أول فريق وهو فريق شباب الرياض البلدي (الشباب حاليا)عام 1367هـ على يد الشيخ عبد الرحمن بن سعيد, ثم أهلي الرياض (الرياض حاليا) الذي أسسه الشيخ عبد الله الزير, ثم فريق النصر عام 1375 هـ الذي وضع بذرته البنائية أبناء الجبعاء, فالهلال عام 1377هـ الذي نهض على أكتاف مؤسسه ورمزه الراحل أبو مساعد.
وجاء تأسيس فريق النصر -رغم إن الكثير قد اختلف حوله وتحديدا في قضية اسم المؤسس وتاريخ التأسيس, مع إن الشواهد التاريخية, وطبقا للمصادر الأولية.. تؤكد إن تأسيسه وقيامه ونشأته كان في منتصف الحقبة السبعينية على يد مجموعة من رجالات الأوفياء ومنهم أبناء الجبعاء (زيد وحسين) وناصر بن نفيسه- ليمنح رياضة الوسطى مزيدا من الإثارة والمتعة والتنافس القوي.
(الجزيرة ) .. ومن منطلق تفاعلها مع الحدث الرياضي عقب فوز النصر بكأس ولي العهد الأمين مؤخرا ..تكشف أوراقا من مسيرة النادي الأصفر الذي دلف عقد السادس هذا العام.. نتناولها عبر الأحداث التالية
بذرة النصر
لتأسيس نادي النصر حكاية اختلف حولها الكثير وبالذات تاريخ تأسيسه.. مع إن الشواهد التاريخية طبقا للمصادر الأولية التي سبق وأن تحدثت للجزيرة في لقاءات تاريخية ماضية ..مع بعض نجوم الرعيل الأول بالمسيرة النصراوية ورجالاته المعاصرين أكدوا إن تأسيس النادي كان في منتصف السبعينيات الهجرية من القرن الفائت..حيث تأسس على يد كل من (زيد وحسين) أبناء مطلق الجبعاء وناصر بن عبد المحسن النفيسة وبمشاركة من لاعبي الرعيل الأول الذين دعموا الفريق فنيا وأبرزهم سعود العفتان الشهير بلقب أبو حيدر وعلي وعيسى العويس وعبد الرحمن بن حوبان وأبناء النزهان علي وعبد الله وغيرهم, وفي عام 1377هـ انتقلت هذه المجموعة إلى ما يسمى القشلة وانضم إليهم عدد من اللاعبين ومنهم عبدالله أمان وميزر أمان وناصر كرداش ورزق سالمين وأسماء أخرى دعمت الفريق برئاسة أبناء الجبعاء الذين تبرعوا (ببيت) لهم طيني ليصبح أول مقر لنادي النصر وكان يقبع في وسط العاصمة الرياض.
تسجيل الأندية
وفي عام 1379هـ تشرف عبد الله مختار بخدمة نادي النصر.. وكان الفريق آنذاك يحتاج إلى رجل حكيم يملك القدرة والكفاءة.. وفي مطلع الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت وبعد انتقال النشاط الرياضي من وزارة الداخلية إلى وزارة المعارف أصدرت اللجنة الرياضية العليا بالوزارة التي كانت مسئولة عن تنمية النشاط الرياضي عبر قالبه التنظيمي قرار بتسجيل وتصنيف الأندية بالمملكة وفق الشروط الثلاثة: وجود مقر للنادي, ووجود مدرب متفرغ, ووجود ثلاثين لاعبا فتصدى لهذه المهمة التاريخية عبد الله مختار الذي كان موظفا آنذاك في وزارة الزراعة وكان يتقاضى راتبه (300 ريال) ويحول نصفه لصندوق النصر وقد نجح الراحل في استئجار مقر للفريق في شارع السويلم وتعاقد مع مدرب اسمه (أحمد عبد الرحمن سرور) وأكمل جميع إجراءات تسجيل النادي رسميا وتزعمه المختار بعد اعتماده موسما كاملا (أبو حيدر: العدد9829).
المختار أول رئيس..!
بعد تسجيل النادي رسميا وتصنيفه ضمن أندية الدرجة الثانية (الأولى حاليا) ..ترأسه عبد الله مختار كأول رئيس (رسميا) في تاريخ نادي النصر.. وقد تشكلت أول إدارة رسمية بقيادته وضمت عضوية فرج سالمين نائب الرئيس, وفرج العبد العزيز أمينا للصندوق, ومحمد مختار عضوا ومساعد السعدون سكرتير النادي ومحمد بن يحيى عضوا وراشد بن فهد الراشد عضوا وعبد الله بن عمران عضوا وصالح مختار عضوا, وتم تسجيل اللاعبين وهم ناصر بن هبد الهادي, ورجب هوساوي, رزق سالمين, بخيت عبد العزيز, وحسين بن جبعاء وزيد شقيقه , وعبد الله أمان , وميزر أمان ,وفيصل وفهد العسيلان, وسعود العفتان (أبو حيدر) ومحمد الشافعي وأحمد خليفة, وعبدالله خليفة, مبارك الدوخي, محمد بن نفيسة, عبدالله زرافه, والخاطر, وعبدالله ركام, سعد المتعب, علي العمري, بندر فريج, مسعود البندر, بخيت البندر, براكه, عبد الله وعلي النزهان, دهام بشير, سعد بن بديع, وقد شارك فريق النصر ضمن أندية الدرجة الثانية ثلاثة أعوام قبل صعوده عام 83/1384هـ, ويعتبر قائده (عبد الله بن نزهان) أول كابتن للفريق الأصفر بعد تسجيله رسميا وقاده للصعود لدوري الأضواء لأول مرة المدرب الراحل (أحمد عبد الله) والد النجم الخلوق ماجد عبدالله (الساعاتي: العدد-11880).
رحلة الصعود للأضواء
لعب النصر في دوري الدرجة الثانية وشارك في البداية في تصفيات المنطقة الوسطى ففي عام 1381 لعب ضمن مجموعة الوحدة والمريخ والاتحاد من الرياض لتحديد بطل المنطقة وفاز النصر ليلاقي بطل الغربية نسور الحجاز وخسر المواجهة بهدف وفي الموسم الذي تلاه لم يصفي وخرج من التصفيات وفي عام 1383هـ نجح الفريق الأصفر في الفوز على منافسه فريق اتحاد الرياض بالانسحاب بعد الإحداث التاريخية وإعادة المباراة وفاز النصر بالانسحاب ليتأهل بطل الوسطى للمباراة الختامية على نهائي بطولة المملكة للدرجة الثانية وفاز النصر على بطل الغربية (شباب مكة) بهدف سجله مهاجمه الراحل ميزر أمان -رحمه الله- فصعد النصر لأول مرة لدوري الكبار بعد ثلاثة أعوام قضاها في الدرجة الثانية( المختار: العدد:10018).
انضمام الرمز الراحل
في النصف الأول من عقد الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت انضم الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود-رحمه الله- إلى البيت النصراوي وهو في بداية عقده الثاني شابا يافعا أحب ناديه وعشقه ودعمه ماديا ومعنويا لينقله من عالم البداية إلى عالم الريادة بحنكته وحكمته خلال السنوات الطويلة التي قضاها -يرحمه الله- داخل الكيان الأصفر.. ولانضمام الرمز الراحل قصه يرويها (للجزيرة) نجم الرعيل الأول اللاعب (رزق سالمين) قائلا: علاقة الأمير عبد الرحمن بن سعود مع النصر بدأت فصولها الصفراء.. في أوائل الثمانينيات الهجرية وكان من أعضائه الذين نجحوا في إقناعه بتولي رئاسته أخي غير الشقيق (فرج سالمين) باعتباره كان يعمل سائقا عنده وبالفعل وافق الأمير الراحل على طلبه وانضم في البداية كمحب وداعم قبل إن يتزعمه عام 1383 وصعوده لأول مرة للدوري الممتاز ويضيف كان الراحل قبل توليه رئاسة النصر يدعم الفريق شهريا بـ 300 ريال ولكن بعد اختياره وترشيحه لرئاسته تحول الدعم من رمز النصر بصورة أكثر فاعلية لأنه لم يكن هناك أجدر ولا أحق منه.. مؤكدا إن أبا خالد بسماته القيادية وإدارته الحكيمة آنذاك استطاع أن ينقل فارس نجد إلى عالم الريادة.
النصر التعاوني
قبل صعود النصر إلى الدرجة الأولى (الممتاز حاليا) تم دمجه مع فريق التعاون (البنك الأهلي) عام 1383 هـ, حيث كان ضمن أندية الدرجة الأولى عام 81 / 1382هـ, وشكل دمجه مع الفريق التعاوني دعما قويا للفريق واستفاد من أبرز نجومه وهم محمد الباحوث والحارس شفيق وعبد الله سعيد خاصة بعد صعوده ومشاركته في دوري الدرجة الأولى عام 1384هـ إلى جانب تدعيم الفريق برباعي نهضة الشعب (النهضة حاليا) وهم أحمد الدنيني-رحمه الله - وعثمان بخيت وحمندي الدوسري والفنسا, وقد أطلق على الفريق بعد الدمج التاريخي اسم النصر التعاوني شكلت إدارته على النحو التالي: الأمير عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله- رئيسا, حسن محمد نصيب نائب الرئيس, وعضوية بكر باناجه, سعيد باحاذق, الأمير محمد بن ناصر, عبدالرحمن بن خميس, مساعد السديري, معتوق كوشك, أحمد بطاطي, محمد السباعي, ثم جرى إعادة تشكيل مجلس الإدارة على النحو التالي, الأمير عبد الرحمن بن سعود رئيسا, الأمير نايف بن سعود نائب الرئيس وعضوية: عبد الرحمن بن خميس ومعتوق كوشك, سعيد باحاذق بلال المهنا, أحمد بطاطي, حسن نصير, بكر باناجه, محمد السباعي ومع مرور الزمن تحول فارس نجد من النصر التعاوني إلى اسمه الذي اشتهر به (النصر)- الساعاتي: العدد11880.
هبوط وصعود
يقول عميد مؤرخي الحركة الرياضية الدكتور أمين ساعاتي: اشترك النصر في دوري الدرجة الأولى لأول مرة عام 1384هـ وكنتيجة طبيعية لفريق صاعد كان ترتيبه الأخير وحسب النظام آنذاك كان صاحب المرتبة الأخيرة في دوري الدرجة الأولى (الممتاز حاليا) يلعب مع بطل الدرجة الثانية لتحديد هوية الصاعد والهابط في لقاءين.. فلعب النصر مع نجمة الرياض (بطل الثانية) وكسبه.. في المحصلة النهائية للمباراتين وثبت إقدامه في دوري الدرجة الأولى, ولكن عام 1386 كان بالفعل بداية الانتصارات القوية للفريق الأصفر حيث نجح في الفوز ببطولة الوسطى واشترك لأول مرة مع أهلي الرياض (الرياض حاليا) في الدوري الممتاز السداسيات مع الأول ولثاني في المنطقة الغربية والشرقية.. وواصل انطلاقاته المتوثبة في الموسم الذي تلاه 1387هـ عندما نجح في الوصول لأول مرة لنهائي كأس الملك وخسره أمام الاتحاد ب5/3 وبصرف النظر عن النتيجة كان النصر محلقا كما حلق الاتحاد في تلك المواجهة الذهبية التي حضرها الملك فيصل في واحده كانت تعد من أجمل مباريات الكؤوس في حقبة الثمانينيات الهجرية.
حقبة حصد الألقاب التاريخية
ففي حقبة التسعينيات الهجرية دخل النصر مرحلة حصد الذهب وإثبات الذات أمام أقوى منافسيه فقد وصل-فارس نجد - لنهائي كأس الملك عدة مرات بقيادة باني الأمجاد النصراوية الأمير عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله - بدءا من عام 1391هـ وخسر المواجهة أمام أهلي جدة بهدفين ثم وصل للنهائي في الموسم الذي تلاه ( 1392هـ) وخسر أمام الأهلي أيضا بذات النتيجة, وفي عام 1393 فاز النصر بأول لقب كبير «كأس ولي العهد» لأول مرة في تاريخه بعد فوزه على فريق الوحدة 2/1 سجلهما الأمير ممدوح بن سعود وأحمد الدنيني, وكان قائد الفريق آنذاك الكابتن الراحل سعد الجوهر-رحمه الله - أول لاعب نصراوي يرفع هذا اللقب الذهبي في المسيرة الصفراء, وفي عام 1394هـ دخل النصر التاريخ كثاني فريق بالمنطقة الوسطى بعد الهلال يجمع لقبي الموسم كأس الملك بعد فوزه على الأهلي في ملعب الملز بهدف سجله مهاجمه حسن أبو عيد, وفي 4 / 4 / 1394 فاز النصر أيضا بكأس ولي العهد للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه على الأهلي بهدف سجله الأمير ممدوح بن سعود فجمع فارس نجد لقبي الموسم بكل جدارة واستحقاق. وفي المقابل أقيمت أكبر بطولة في المملكة عام 1395هـ, كأس الدوري التصنيفي, وتحديدا في 2 / 3 / 1395هـ وحقق النصر لقبها بعد فوزه على الهلال 3/1 سجلها حسن أبو عيد وفايز البيشي ومحمد سعد العبدلي, وفي عام 1396هـ جمع الأصفر البراق كأس الملك وكأس الاتحاد كأول ناد يفوز بهذين اللقبين ..لتستمر عجلة التفوق النصراوي في الثمانينيات والتسعينيات الميلادية ..وأخيرا إحرازه لقب بطل كأس ولي العهد 2014 أمام غريمه التقليدي الهلال في درة الملاعب..بعد غياب دام عقد ونصف من الزمن عاشت فيها جماهيره الوفية سنوات من الحرمان والإحزان .. ليعود ( العالمي) مهرولا من جديد في مضمار التحدي.. نافضا غبار الكسل ليصافح الذهب, ويدغدغ مشاعر عشاقه ومحبيه بكأس سلمان.