تعجبت من اعتراف الإعلامي السعودي الذي يمتلك قناة فضائية دينية ويقدم فيها برنامجاً ثقافياً بتلقيه دعماً مالياً كبيراً من نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي لإثارة الفتنة بالمملكة!!
ولا شك أن الجريمة كبيرة! حيث تحمل نكهة فاسدة من المؤامرة على الوطن وإثارة الفتنة بين أفراد المجتمع والنيْل من هيبة الدولة ومؤسساتها العدلية، فهو لم يكتف بالعمل على إلصاق تهمة الإرهاب بالمملكة والادعاء بأن تنظيم القاعدة صناعة سعودية، بل إنه ركّز في برنامجه على ما أسماه تثقيف الشعب بحقوقه، وأن الوطن مختطف ودعا إلى استرداده، وأن الثورات العربية استردت ما خُطف منها، وحرَّض المقيمين في المملكة، وادّعى بأن الدولة أهانتهم وسلبت حقوقهم.
وقد كرر الإعلامي المعتوه السفر إلى ليبيا عدة مرات وحصل من نظامها السابق مقابل ذلك على شيك بمبلغ 1.8 مليون دولار (أكثر من ستة ملايين ريال سعودي ونصف المليون) بدعوى أنها رسوم لتغطية مسابقات قرآنية!!.. وهنا استخدم الدين بدناءة وحوّلها تجارة قذرة.
وفي الوقت الذي يُطالب فيه العقلاء بالتلاحم بين القيادة والشعب ونبذ الفرقة وتفويت الفرصة على كل متربص بنا من دول أو منظمات إرهابية، يقوم هذا النشاز العميل بهذا الفعل الذي لا يتماهى مع المواطنة الحقة، ولا يليق بالمسلم الذي لا يفسق ولا يفجر ولا يخون ولا يتآمر أو يبيع وطنه مقابل حفنة من النقود كثرت أو قلّت، فالوطن أسمى من كنوز الدنيا وأكبر من أهواء النفوس وطموحاتها الرديئة!
ومهما كانت ردوده وإقراره وندمه فهو متآمر على وطنه وقيادته، وعميل متواطئ مع نظام سياسي فاسد وهالك!
ومهما كانت توبته، فذنبه كبير وينبغي التعامل معه بحزم وقوة بأس، والتشهير به ليكون عبرة لمن تسوّل له نفسه القيام بمثل ذلك العمل المشين والتّعدي على أمن واستقرار وطننا الحبيب، والعبث به من خلال بث وإثارة الفتنة بين أهله، وضرورة تغليظ العقوبة التعزيرية له.
ويبقى ما فعله وصمة عار في جبينه وخيبة وخسراناً، وأول محتقر له مَن اشتراه وحرّضه، حيث يقول هتلر: (أحط الرجال عندي، من ساعدني أو دعاني وسهّل لي احتلال وطنه!)
ولا حرمة للعملاء، ولا ذمة للخائنين، ولا مواطنة للغادرين المتآمرين على وطنهم!!
وليحفظ الله وطننا راسخاً بشموخ.