تابعت بشغف النهائي المهم والشيق الذي أقيم في استاد الملك فهد بالرياض بين قطبي العاصمة النصر والهلال على كأس مسابقة ولي العهد للموسم الحالي 1435هـ، والذي توج به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ولي العهد نادي النصر بكأس البطولة بعد تغلبه على حساب الهلال بهدفين مقابل هدف.
ولعل الذي يميز هذا الحدث هو عودة نادي النصر إلى منصات التتويج مرة أخرى بعد انقطاع طويل وغياب خلال السنوات الماضية عن مثل هذه البطولات، والذي عاد بقوة بعد ذلك الغياب وعبر بوابة غريمه التقليدي والند الصعب نادي الهلال، فقد أوقف بذلك الانتصار احتكار غريمه الهلال لهذه البطولة التي استمرت لمدة ست سنوات مضت حكرا عليه.
وبالرغم من أهمية المسابقة وما يمثله الفوز بكأس ولي العهد- حفظه الله- من شرف وفخر، إلا أنه لا يقل أهمية عن ذلك الفوز ما عاد إلى الكرة السعودية ولروح المنافسة بين النصر والهلال أيضا عبر عودة الوهج والحماس وشغف المتابعة والتشويق بين الناديين في شتى المنافسات الكروية، ولعل ما شاهدناه من كثافة الحضور الجماهيري ومن نفاد التذاكر من اليوم الأول الذي عرضت به للبيع يؤكد على ما تمثله هذه المباراة والفريقان من أهمية لجماهيرهما ولعشاق الكرة بشكل عام.
ويمكننا القول: إن ما قامت به إدارة سمو الأمير فيصل بن تركي خلال السنوات الماضية من جهد في بناء وتجهيز الفريق وما بذل من مال هو سبب ذلك النصر بعد توفيق الله، فما تم عبر استقطاب اللاعبين الكفء من نجوم الكرة السعودية وفي شتى الاختصاصات من هجوم ودفاع وانتهاء بنصف الفريق وهو الحارس العنزي، كذلك ما تم على المستوى الإداري واستقطاب المؤهلين من إداريين واختصاصيين، ولا يخفى على أحد أن كل ذلك وما كلف من مبالغ مالية تم بدون وجود راع رسمي للنادي وهو ما يحسب لرئيس مجلس الإدارة الأمير فيصل وإدارته.
فالتخطيط الجيد والقيادة الفاعلة هي أساس النجاح لأي عمل مهما كانت الظروف المحيطة أو العوائق والإحباطات سواء كانت مادية أو معنوية، ولعل ما قام به سمو الأمير فيصل بن تركي طوال الفترة الماضية ليوضح للجميع مدى اهتمامه ومتابعته لإدارة النادي بصورة لصيقة جدا، فها هو يرافق لاعبي الفريق في كل مباراة وفي جميع الأوقات وبمختلف المدن فقد كان مثالا للقائد الناجح الذي احتوى واستوعب الجميع من لاعبين وإداريين وفنيين عبر البدء بنفسه فهو القدوة والقائد الذي شجع الفريق على النهوض من جديد والعودة لسابق عهده.
ولا يمكن لأي منصف أن يغيب عنه الدور الفاعل الذي قام به سمو الأمير فيصل بن تركي فهو بطل هذه المرحلة في تاريخ نادي النصر بلا جدال وقائده الذي تحدى كل الصعاب خلال السنوات الماضية، وها هو الآن بدأ بحصد النتائج بعد توفيق الله، فالتخطيط الجيد المبني على أسس علمية لابد أن يؤتي ثماره عبر بذله للأسباب ولعل أهمها استقطابه للمدرب الذي لا يقبل الخسارة كارينيو الذي قام ببناء فريق صعب المنال وبث فيه الروح القتالية التي يصعب هزيمتها وقد حقق النتائج التي سعى إليها النادي وإدارته.
إن عودة نادي النصر إلى المنافسة مرة أخرى قد أعادت للكرة السعودية بهجتها وأثرت روح المنافسة بين الأندية المحترفة والذي بدوره سيؤدي إلى تنافس الأندية فيما بينها على الألقاب بصورة أكبر وباحترافية أكثر وبالتالي سيجذب الجماهير وعشاق كرة القدم للحرص على متابعة المباريات والحضور للملعب في كل مناسبة.
ولعل ما شاهدناه خلال هذه المباراة من تهافت الرعاة من الشركات التجارية على رعاية المباراة الختامية لكأس ولي العهد ليعتبر مثالا واضحا على أن المنافسة الجيدة بين الفرق ستجلب الأموال كذلك لاتحاد كرة القدم عبر الرعايات نظرا لكثافة الحضور الجماهيري.
فكلما زادت المنافسة بين الأندية والحماس زاد الإقبال الجماهيري وبالتالي أصبحت المناسبات الرياضية فرصة ممتازة للشركات التي ترغب في تسويق منتجاتها عبر رعاية تلك المناسبة والظهور في الملعب وعبر شاشات التلفزة.
فعودا حميدا لنادي النصر للبطولات ومنصات التتويج، ومرحبا بعودة المنافسة وروح التحدي بين الفرق والأندية الرياضية المحترفة والتي ستؤدي إلى نهضة الكرة السعودية وعودتها إلى سابق عهدها.