كعادته في إطلاق المبادرات الخلاَّقة، قدَّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مبادرة إقليمية ودولية جديدة بأن تسارع الدول جميعها في الأخذ بهذه المبادرة وجعلها ناموساً وسلوكاً لها في مواجهة الإرهاب، إذ جاء أمره -حفظه الله- بتجريم المشاركة في الحروب الخارجية لأبناء المملكة ومنعهم من التوجه إلى مناطق الاضطرابات وشق الصفوف بالتحزب والاحتراب ودعم الجماعات والمنظمات الإرهابية والمتطرفة، جاء متوافقاً وملبياً لآمال ورغبات وطموحات ليس العوائل والأسر السعودية فحسب، بل وجميع أبناء وأهالي الدول العربية والإسلامية التي فقدت أبناءها جراء إغوائهم من تجار الحروب الطائفية والعقائدية؛ خدمة لأهداف وأيدلوجيات عنصرية وطائفية، حتى أصبح أبناء الشعوب الإسلامية تجارة يتاجر بها تجار الحروب الطائفية والعقائدية، فقد تحول من يطلقون على أنفسهم (دعاة) وما هم إلا دعاة فتنة وتجييش للإرهاب والإرهابيين، تحولوا إلى سماسرة يغرون الشباب ويلهبون حماسهم للتوجه إلى مناطق القتال والاضطرابات، وهم في الحقيقة سماسرة يجمعون الشباب المتحمسين، فكثير منهم يدفعهم حماسهم وتدينهم وعدم فهم ألاعيب هؤلاء السماسرة، وكثير من هؤلاء الذين يدفعون الشباب إلى مناطق الاضطراب والقتال يتاجرون بهؤلاء الشباب نتيجة ارتباطهم وعملهم مع القوى الإقليمية والدولية التي تعمل على تجنيد الشباب المسلم لتنفيذ مخططاتهم، ويقوم هؤلاء السماسرة بتجميع هؤلاء الشباب ودفعهم إلى سوق المعارك، ويحصلون جراء ذلك على مبالغ طائلة وتمويل ضخم أصبحوا جراءه من كبار الأثرياء، فكم من (مدعٍ) يحمل صفة (داعية) تصل ثروته إلى مليارات الدولارات ينفقها في الزواج بالشابات الصغيرات ويتنقل بين الدول مستضافاً في فنادق الخمس نجوم، فيما يقضي الشباب حياتهم انتحاراً أو في المعتقلات، أو قتلاً بيد أشقاء لهم في الدين نفسه.
هذا العمل الإجرامي من قبل المحرضين من سماسرة الدين كان الواجب التصدي له، فجاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين بتجريم تحريض الشباب ومنع الشباب من التوجه إلى مناطق الاضطراب والقتال، وحتى يكتمل العمل الطيب، ونساعد في إنقاذ الشباب المسلم، على الدول الإقليمية بدءاً بدول الخليج العربي، والدول العربية والدول الإسلامية أن تتبنى مبادرة خادم الحرمين الشريفين، ويتم تشريع جماعي لجميع الدول الإسلامية والعربية يتم من خلاله منع سماسرة تجار الحروب الطائفية والقضاء على (مهمة دعاة التحريض) ووقف هجرات القتال في مناطق الاقتتال والاحتزاب الطائفي.
مبادرة خادم الحرمين الشريفين ستكشف الدول التي تزعم مكافحة الإرهاب، فالذي يقف مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين والدول التي تتخذ نفس الإجراءات التي تضمنها أمر خادم الحرمين الشريفين تكون حقاً تعمل من أجل مواجهة الإرهاب الطائفي أما الذين يتقاعسون فأقل ما يمكن وصفهم به هم من المحرضين الذين يمولون سماسرة تجار الفتن الطائفية.