يحكي أحد الكتَّاب العرب أن (إبليس) لعنه الله، اصطحب ابنه يوماً لتعليمه (فن الإفساد بين الناس)؟! فمرا بقرية يتضح أن أهلها سعداء، الزوجة تحلب البقرة، والعجل مربوط أمامها، بينما الزوج وشقيق الزوجة يحتسيان الشاي سوياً، والضحكات تعلو المكان؟!
قال إبليس لابنه سنعود لنفسد بين هؤلاء (لاحقاً)، لأن المهمة تبدو صعبة ومعقدة بسبب الوئام والصفاء الواضح بين أهل هذا البيت، ولكن (إبليس الصغير) استأذن ليُلقي نظرة على عجل ويعود، وهنا قام الصغير (بوخز العجل المربوط) وخزة واحدة, ثم عاد مسرعاً، وأكمل طريقه مع والده، فما الذي حدث؟!
تقول الرواية إن العجل قطع الحبل الذي يربطه، وذهب لأمه بشكل طبيعي، فقامت البقرة برفس (المرأة) فانسكب الحليب، فغضب الزوج مما حدث وصفع المرأة بسبب إهمالها، عندها لم يتحمّل (شقيق الزوجة) الموقف الذي حدث أمامه، فضرب الزوج لأنه لم يحترم وجوده باعتدائه على أخته أمامه... إلخ!
في المساء عاد (إبليس) و(ابنه) مروراً بذات القرية (السعيدة صباحاً)، وإذ بالنيران تلتهب، والناس يضرب بعضهم بعضا، وهم يتقاسمون النار والحديد..!
عندها التفت (إبليس) إلى صغيره وهو يبتسم ويقول له (أحسنت بإشعال الفتنة) ماذا صنعت بهؤلاء؟! فقال وخزت (العجل المربوط) فقط، والناس تكفّلوا بما بقي كما ترى، منقسمين إما مع (أهل الزوج) أو (أهل الزوجة)!
انتهت الرواية التي يتناقلها الناس للتسلية تارة، وللعبرة والعظة تارة أخرى، وبالمناسبة أفكر الآن في جمع نحو (50 رواية وقصة تتداولها الشعوب عن إبليس وأفكاره الماكرة للتفرقة بين الناس) وإصدار كتيب صغير، عنوانه (إبليس وابنه)!
أنا متأكد أن هذه الرواية ستحقق (مبيعات طائلة)، لأن معظم من يفتنون بين الناس، ويقومون بأدوار شيطانية نيابة عن (إبليس وذره) سيضعونها على طاولات مجالسهم، وفي مكتباتهم، للتحذير من الانزلاق في المكر الشيطاني!
المرأة في القصة السابقة لم تخطئ لأن البقرة هي التي رفستها، والزوج معذور لغضبه على الحليب المسكوب، ومن الطبيعي أن الأخ لا يمكن أن يقف متفرّجاً وأخته (تُضرب أمامه)، أما أهل القرية فليس لهم إلا الظاهر..!
لعنة الله على (إبليس وابنه) كم أفسدا بيننا؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.