تقدم الدولة الملايين والمليارات من أجل تنمية المواطن، ويشدد خادم الحرمين الشريفين على أهمية خدمة المواطنين والعمل على راحتهم، وقد قال - حفظه الله - في أكثر من مناسبة إن الأمانة انتقلت منه إلى المسؤولين من أمراء ووزراء وآخرها ما قاله - حفظه الله - في الميزانية الأخيرة (ضعوا ربكم أمامكم قالها ثلاث مرات). وترصد الميزانية الملايين من أجل ذلك، ومع هذا نجد قرى تعيش خارج نطاق الزمن وتعاني من تدني مستوى الخدمات البلدية وافتقار المراكز الصحية والمدارس الحكومية والكهرباء والسفلتة.
ومن هذه القرى قرى تتبع مركز «الصلصلة» بخبير بمنطقة المدينة المنورة، وهناك قرية أخرى في محافظة عفيف تسمى قرية «المويهيه» وجميعها يعاني أهلها من تدني مستوى الخدمات ومن تجاهل الجهات المعنية لمطالبهم وتهميش احتياجاتهم (جريدة المدينة).
والبعض منها يفتقر لمسجد كبير لإقامة صلاة الجمعة، حيث يقطع بعض سكانها مسافات طويلة كل جمعة من أجل الصلاة في أحد المساجد الكبيرة والبعض منها لا توجد بها تمديدات لشبكات المياه فيضطر أهلها إلى جلب المياه بصهاريج مياه من قرى أخرى تبعد عشرات الكيلومترات بصورة أسبوعية.
فمثلاً قرية «المويهيه» تتكون من مجموعة منازل ومزارع وسكان تجمعوا منذ عقود ولكن أحلامهم لم تتحقق وبقيت القرية على ما هي عليه من إهمال وأهلها يطالبون بالخدمات ولكن بلا جدوى كما لم يتم تسجيل مسجدها في قائمة مساجد الأوقاف وتركت دون فرش أو عناية (جريدة الشرق).
ومن أبرز ما تعاني منه القرية التيار الكهربائي حيث تقدم المواطنون بطلباتهم لفرع شركة الكهرباء في محافظة عفيف وحصلوا على وعود وتأكيدات بأن معاملاتهم سوف ترفع للرياض ولكن ذلك لم يتم، ويعتمد المواطنين على مولدات بدائية ترهقهم بكثرة تعطلها.
وهي محرومة أيضاً من أعمدة الإنارة في الشوارع على الرغم من أن قرية مجاورة تبعد عشرين كيلو مترا عن قريتهم وصلت إليها أعمدة التيار الكهربائي تمهيداً لإيصال الكهرباء لها، وهناك أيضاً قرية أم هثيم وقرية العين التابعة لخيبر وهذه القرى تحكمها بيئة صحراوية شديدة ولا توجد بها طرق أو حدائق تحيطها الصحراء من كل جانب وبالطبع لا توجد سفلتة للشوارع أو إنارة أو مركز صحي أو مركز شرطة، وقد قام الأهالي ببناء مسجد كبير على حسابهم الخاص وأيضاً عندما طلبوا من أوقاف خيبر تسلُّم المسجد رفضوا لعدم وجود صك وبالتالي ليس في المسجد مكبر صوت أو مراوح أو مكيفات أو فرش، وليس به أيضاً مؤذن أو إمام، هذه هي قرية - أم هثيم - التابعة لمركز الصلصله بخيبر بمنطقة المدينة المنورة.
كذلك أيضاً قرية العين التابعة لخيبر تحتاج لتمديد شبكة المياه لتصل إلى العين، حيث يتكبد الأهالي خسائر مالية من جراء جلب المياه بصهاريج المياه أسبوعياً مسافة 20 كيلو مترا كما أن شبكة الصرف الصحي غير متوافرة ولا يوجد بها مركز إسعافي وأقرب نقطة إسعافية تبعد (80) كم.
ولا ننسى أيضاً ثلاثة أحياء بالطائف تعاني وهي (ريحة والواسط ورحاب) من نقص الخدمات من كهرباء أو سفلته وإنارة الشوارع وتراكم النفايات، وغياب المدارس المتوسطة والثانوية عن هذه الأحياء ويضطر الأهالي إلى قطع مسافات بعيدة لإيصال أبنائهم وبناتهم بسيارتهم الخاصة جريدة (المدينة).
من هنا يتضح أن هناك إهمالا من بعض المسؤولين العاملين في هذه الخدمات التي هي أساسية لتسيير وتسهيل أمور المواطنين في حياتهم المعيشية من خدمات دينية وتعليمية وصحية وكهرباء وبلدية أنها قرى تحت خط النسيان.. فهل من نظرة إنسانية لأهالي وأبناء هذه القرى وهل يستجيب المسؤول لطلباتهم العادية التي هي حق من حقوقهم ضمنتها الدولة لهم بتوجه ومتابعة من قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية.