أكثر الأشياء تهديداً ورُعباً للإرهابيين ومنظماتهم الإرهابية وقادتهم، الاستقرار الأمني والانتعاش الاقتصادي، ولذلك فهم يوجهون ضرباتهم إلى الأجهزة الأمنية ومؤسساتها والمفاصل والنشاط الاقتصادي للبلد الذي يستهدفونه.
مصر ولبنان اللذان يواجهان إرهاباً شرساً من جهات بعضها معروف والآخر يختفى خلف المنظمات والتشكيلات الوهمية لاستهداف البلدين، وقد أرعب الإرهابيين أن تسير مصر على الطريق الصحيح في تنفيذها لخارطة المستقبل التي حققت نتائج جيدة بدأت تظهر وتؤثر على مسار البلد وبالذات في تحقيق تطور نسبي في مجالي الأمن والاقتصاد، ولهذا فقد اتجهت الجماعات الإرهابية إلى استهداف البلد في هذين المفصلين، الأمن والاقتصاد. ولقد تابعنا استهداف العشرات من ضباط ومجندي الأمن والشرطة بل وصل الأمر إلى القوات المسلحة، من أجل تدمير الاستقرار الأمني وفرض الخوف على المصريين وعلى القادمين إلى مصر سواء سواحاً أو مستثمرين. فهؤلاء الإرهابيون الذين يستهدفون أبناء مصر الذين يسهرون لحماية أمنها وتأمين عيش أبنائها وزوارها ساءهم نجاح الحكومة المصرية في تحقيق إنجازات سلسلة من برنامج خارطة المستقبل، فبعد تعديل دستور جماعة مرسي وإجراء الاستفتاء الذي أُقر بنجاح، وبداية الانتعاش الاقتصادي رغم كل الأفعال والعمليات الإرهابية لهؤلاء الذين يريدون تعطيل عجلة النمو في المحروسة، فتحوا باباً يعتقدون أنهم بسلوك طريقه سيدمرون الاقتصاد المصري، إذ يعرف كل من يهتم بالقضايا الاقتصادية بأن السياحة في مصر تدر على البلد مليارات الدولارات وتشكل دخلاً يوازي دخل قناة السويس ودخل إيرادات المصريين العاملين في الخارج، كما أن انتعاش السياحة في مصر يوفر مئات الآلاف من فرص العمل والوظائف الدائمة لملايين المصريين، ولهذا فقد عمد الإرهابيون إلى استهداف قطاع السياحة باعتقادهم أن الأفواج السياحية أهداف سهلة، فوجهوا ضربة إلى فوج سياحي كوري عند منفذ طابا الحدودية في شمال سيناء، وبعدها أعلنوا بكل صلافة حرباً على السياحة في مصر..!!
تهديد يعتبره خبراء الأمن والسياحة تهديداً بلا معنى، بل سيدفع الأجهزة الأمنية إلى تأمين السياحة في مصر لإفشال خطط الإرهابيين، والأجهزة الأمنية المصرية قادرة على ذلك على ضوء تجربتها في تحصين السياحة في الأعوام الماضية.
أما في لبنان فقد ساء الإرهابيين نجاح الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء في تشكيل حكومة وفاقية لبنانية، تعد أول حكومة لبنانية بإرادة لبنانية، ولهذا فقد توالت العمليات الإرهابية، اثنتان في الضاحية الجنوبية وأخرى في شمال لبنان، وهي ردة فعل يائسة من الإرهابيين لاعتراض المسيرة السلمية الوفاقية في لبنان.