الخرافة هي الخرافة، سواء كانت بلسان عربي مبين، أم بلسان أعجمي رطين، ولا فرق بين خرافة بيضاء وخرافة سوداء أو خرافة رمادية، أو صفراء، ولا فرق بين خرافة ارتدى صاحبها ثوباً أبيض ناصعاً، أو ارتدى صاحبها بدلة سوداء وربطة عنق ملونة، فالخرافة سوداء، بل سوداء قاتمة، وإن تذاكى بعض ممتهنيها، أو تلون، أو جاء بعدة صور وأشكال، فالخرافة جريمة بحق العقل والمنطق والإنسان، فلا يغرنكم - الخرافيون - بانحرافاتهم الخرافية، ولا بهرطقاتهم وأساليبهم الخادعة، إن -الخرافيين- يدعون بأن لديهم قدرات تفوق القدرات العقلية للبشر، ويوهمون الناس بأن لديهم حقائق ساطعة واضحة، وما عرفوا بأن الناس الآن لديهم وعي طبيعي تجريدي يتعامد مع الحقيقة الناصعة والواقع المعاش، إن التعامل مع الخرافة بمنطق التصديق يلغي مرارتها ويجذر أصلها في الوجود، إن -الخرافيين- يحاولون فرض خرافاتهم على الناس كما هي دون نقاش عقلاني، لأن النقاش الواعي الحر سيقول لهم عكس ذلك، ويجردهم من نرجسيتهم وأنانيتهم وجشعهم المفرط، إن -الخرافيين- يعتقدون أن الإيحاءات والإيماءات وهرطقة الأسلوب تحقق لهم كل الأماني والتطلعات، وما عرفوا بأن أعمالهم الساذجة، وخمولهم العقلي، وتبلدهم الفكري، جزء من شخصياتهم القاصرة، إن -الخرافيين- بخرافاتهم وهرطقاتهم وأعمالهم التي لها شكل السحر والشعوذة، تثير غضبي وحنقي، إننا في عصر التقدم والانفتاح والتكنولوجيا المثيرة والفضاء المفتوح وشبكات الاتصال السريع والعلم المتقدم، لا نحتاج لهؤلاء المسخ الجاهليين القصر بكل أصنافهم وألوانهم، ولا لأعمالهم التي تشبه الجيفة والرماد، إننا نحتاج إلى محاربتهم بالعقل والمنطق والشجاعة والأسلوب، وألا نجبن أو نفر من ساحة المعركة أمامهم، فسكاكينهم لا تعترف بأصول العلم والمعرفة وتفعيل العقل، ولا ترحم صغيراً ولا كبيراً ولا شيخاً ولا امرأة، إنهم خرجوا من تحت الأرض لكي يأكلوا العقول والقلوب والأكباد، بحذلقة بلاغية وطلاسم كلام وتعاويذ لا تسمن ولا تغني من جوع، وبروايات سخيفة باهتة تزعم وتدعي دون ملل أو كلل، طابعها الضغط النفسي، والسيناريو الكلاسيكي المعروف، لإدخال الشك والريبة في نفوس المنشغلين بهكذا خرافات، لتشتيتهم وتفكيكهم وعدم تماسكهم الروحي والعقلي، وحتى يظلوا بعيدين عن وعي العقل، وحرية التفكير، ولكي يتقبلوا الخرافة تلو الخرافة، مرة بكذا، ومرة بكذا، وأخرى بكذا، وكل تصديق من هؤلاء المساكين دن تمحيص أو غربلة، هو انتصار لهؤلاء الخرافيين المشعوذين، وهزيمة للعقل، وامتهان للحياة، فيا رواد الخرافيين والسحرة والمشعوذين، احذروا هؤلاء الكذبة، فهم كثيرون، ولهم أشكال وهيئات وأحجام مختلفة ومتنوعة، فهم يتاجرون بهمومكم وظروفكم فلا تصدقوهم، لأن خرافاتهم كلها خرافات سقيمة وسخيفة وتافهة وغير واقعية، فقصصهم المؤلمة، وأعمالهم الجهنمية، وأفعالهم الآثمة، غير ممتعة وليس فيها بياض، إياكم أن تصدقوهم فهم لا يملكون سوى الخرافات المهترئة الواهية التي تشبه النفايات والطحالب، وأرصفة الخردة، إن تجارتهم فاسدة تماماً، فلا تساعدوهم على ترويج هذه التجارة الفاسدة المفلسة.