احتفال تخريج طلاب المملكة من الجامعات الكندية والأمريكية والبريطانية والاسترالية واليابان والصين لا يعني احتفالية اجتماعية وصورا جماعية للأهل والأقرباء تعلق في المنازل وصالات والمجالس جنباً إلى جنب مع شهادة التخرج,كما أجزم أن مشروع الملك عبدالله اللابتعاث الخارجي لم يكن هدفه استيعاب خريجي الثانوية العامة، فالمشروع خطط له أن يكون منتجا للطاقات الشابة تتلقى تعليمها في جامعات عالمية من أجل نقل العلوم والتقنية, وتنويع مصادر التعلم, والاحتكاك الثقافي والمعرفي, والنهل من مصادر التعليم في أفضل جامعات العالم, وأيضاً تنويع الخبرات في مجال أساليب وتقنية التعليم.
في حفل تخريج الطلاب والمبتعثين من الجامعات الكندية يناير 2014م اعتبرت فرص ثمينة لأجهزة الدولة لاستقطاب طلاب كندا وبخاصة جهاز المرور لأن المبتعثين تلقوا تعليمهم في أفضل الجامعات الكندية في مجال: الهندسة، التخطيط الحضري, القانون، الإدارة، الحاسب، الإحصاء، المحاسبة. وهذه التخصصات تحتاجها إدارة المرور إذا أرادت تحديث جهازها والانتقال من الفكر الذي بني ولسنوات وتخرجت منه أجيال المرور فكر (إدارة الناصرية) حيث بيئة ومقر المرور الذي تحول إلى مدرسة تقليدية لأفراد وضباط المرور، ونتيجة لعدم تطويره قاد إلى التقادم والثقافة الواحدة الراكدة مما تسبب بالأزمات التي تعيشها مدن المملكة: الرياض، مكة المكرمة، جدة، الدمام، الإحساء، المدينة المنورة، بريدة، والطائف. فالناصرية مدرسة نمطية لثقافة مرورية واحدة أعطت نفس النتائج من اختناقات مرورية، وزحام، وكثافة في الطرق, وتخبطات في وضع الإشارات والدوارات, وخلل في ضبط السير.
استقطاب طاقات شابة مؤهلة علميا درست وبدرجات عليا: هندسة الطرق، تخطيط المدن، الأنظمة والقانون، الإدارة لالكترونية، أنظمة وشبكات الحاسب لتتولى إدارة المرور من أجل أن تخطط وتعيد تنظيم المرور الذي ما زال ممسكاً بثقافة مرور الناصرية التي أوصلت مدننا إلى اختناقات السير. فمدينة الرياض وجدة ومكة المكرمة نموذج لفشل إدارة المرور وحلولها التي تتأكد مع الوقت أن العيب في التخطيط والفكر الإداري والإرث المهني الذي مازال ممسكا في مفاصل وهياكل هذا القطاع دون أي مبادرة في الحل من خلال استيعاب واستقطاب الخريجين من الجامعات العالمية أو من جامعات الداخل ليشكل إدارة مدنية وعسكرية تخطط للجهاز وتكون الذراع القيادي للفرق الميدانية، من أجل مواكبة التطور العمراني والكثافة السكانية وتستطيع إدارة المدن مرورياً.