يتطور التعليم في الدول المتقدمة لسببين رئيسين: أولاً، لأن مدارسهم تمتلك هامشاً عريضاً تمارس فيه حرية اتخاذ القرار التربوي الأنسب لها، (بالطبع في الإطار التربوي العام الذي تحدده التشريعات التربوية). ثانياً، دقة ومهنية اختيار القيادات التربوية المحترفة (مديرون ومعلمون ومشرفون تربويون) التي تستطيع ترجمة التوجهات والسياسات التربوية العامة إلى واقع يمارس داخل المدرسة وداخل الصف تحديداً، ولذا كان من المنطقي أن تبدع مدارسهم في تحقيق الأهداف التربوية الموكلة إليه.. وإليك بعض من نماذج إبداعات مدارسهم: 1- كلف معلم التربية الوطنية طلابه بتجهيز عروض وتقارير ومقابلة مسئولي أمانة المدينة وإدارة المرور ليقنعوهم بضرورة تركيب إشارة مرورية في تقاطع قريب من المدرسة. 2- أنشأت إحدى المدارس في داخلها محكمة (تشابه المحاكم الحقيقية)، القضاة والمحامون والمتهمون والدفاع في هذه المحكمة هم الطلاب أنفسهم، وتنفذ المدرسة ما تتخذه هذه المحكمة من قرارات لضبط السلوك الطلابي في المدرسة. 3- أقنعت مديرة إحدى المدارس صانع القرار بأن لا تباع الأطعمة الخاوية (الهمبرقر والشبس والبيبسي) في المنطقة المحيطة بمدرستها. 4- منح أحد مديري المدارس نقاطاً في تقويم الأداء الوظيفي لكل معلم يهدي لمكتبة المدرسة كتاباً مناسباً للطلاب في مجال تخصصه. 5- أخذ المعلم طلابه إلى ملحمة قريبة ليشرح لهم تركيب الجهاز الهضمي. 6- قرأت شروطهم في اختيار سائق الباص المدرسي فظننتها شروط اختيار طيار.