** ((المقابر)) التي لا يوجد أحد لم يدخلها حياً، وسوف تكون هي منازلنا عندما نغادر هذه الدنيا.
المقابر حظيت بالفترة الأخيرة بشيء من الاهتمام من البلديات والأمانات لكنها - في نظري ونظر الكثيرين - تحتاج إلى المزيد من العناية، وإلى المزيد من تغطية جوانب النقص، فضلاً عن أمور تتعلق بالمشيعين الذين عليهم أن يدركوا أنهم بالمقبرة يودعون راحلين وليسوا في فرح يزفون المتزوجين.
هذه بعض الملاحظات استقيت بعضها من مشاهداتي بالمقابر، وبعضها لاحظها بعض الأعزة وطلبوا مني الكتابة عنها:
** الأولى: ضرورة المظلات بالمقابر:
لا زال الناس يعانون وبخاصة كبار السن والمرضى عند مجيئهم إلى المقبرة وفي شهور الحر تحديداً.. يعانون من لهب الشمس التي يقفون تحتها وبعضهم يشق عليهم الوقوف، لذا لا بد من وجود مظلات كافية يتواجد فيها كراسي للمحتاجين إليها وذلك عند كل قبر يتم فيه تشييع متوفى، ففي الرياض أحياناً تكون هناك عشر جنائز وأكثر في مقبرة النسيم فهل تبادر أمانة الرياض وغيرها من الأمانات إلى هذا العمل المبارك الذي هو بقدر ما فيه من راحة للمشيعين فإن فيه تكريماً للراحلين.
** الثانية: كتابة اسم المتوفى وقت الدفن:
وهذه تخص المدن الكبرى حيث يدفن في وقت واحد عدد من الجنائز بالمقبرة، والمشيِّع يحتار لا يعرف الجنازة التي جاء من أجل تشييعها بحكم القرابة أو الجيرة أو الرحم، فلماذا لا تعمد الجهة المختصة بالأمانات بكتابة الاسم على (قطعة ورق صغيرة مؤقتة فيها اسم المتوفى وتوضع فوق السيارة التي حملت المتوفى خلال دفن الراحل، حتى ينتهي وقت الدفن.
** الثالثة:
هذه تخص ((الرياض)) فالملاحظ أن المقبرة الرئيسية ((النسيم والصلاة على المتوفى تتم بالجامع البعيد عنها ولا أدري لماذا لا تتم الصلاة بالجامع المقابل للمقبرة وهو كبير وفيه مواقف بدلاً من معاناة الناس بالانتقال من الجامع البعيد إلى مقبرة النسيم بحيث أحياناً لا يدركون دفن الجنازة بسبب ازدحام الطرق وقد يوضع بين الجامع المقابل للمقبرة نفق بحيث تحمل الجنازة على الأكتاف أو يوضع جسر مشاة لينتقل الناس على أقدامهم من الجامع إلى المقبرة تخفيفاً عليهم وبدلاً من البحث عن مواقف لسياراتهم بالمقبرة.
** الرابعة: ظاهرة تجمع البعض عند القبر:
ملاحظة: تجمّع البعض عند القبر وقبل إدخال الميت أو الميتة إليه فيضايقون ويشغلون من يقومون بمباشرة الدفن، وأحياناً تكون المتوفاة: امرأة وهي لها كرامتها وعورتها حية وميتة فما أحرى أن يبتعد من ليس لهم علاقة بالدفن ثم بعد الدفن يأتي من يريد أن يطبق السنة ويحثو على القبر.
** الخامسة والأخيرة: المقبرة والأحاديث الدنيوية:
ملاحظة أن البعض يتحدثون في أمور الدنيا، وبعضهم يطلق ضحكات عالية، وهم موجودون للمواساة والعزاء..!!.
ألا يدركون أنهم يزعجون أهل المتوفى بمثل هذا الحديث والضحك.. ألا يمكن أن يتركوا أمور الدنيا حتى يغادروا المقبرة، سؤال بحجم شجن المفارق لغاليه؟.
رحم الله الراحلين والراحلات.
=2=
** عندما يكون الحرمان إبداعاً..!**
** الحرمان..!!
قد يكون سبب شقاء، لكن من يزوره الحرمان وهو أديب أو شاعر أو فنان، فإنه قد يكون جسراً لإبداعه.
أنت مثلاً عندما تكون في بحبوحة من العيش، وفي وسط خميلة فيها ما تحلم به، لكن مع الاعتياد عليها قد تسأم منها وتصاب بتبلد في مشاعرك.. ((وتصحر)) في وجدانك لكنك عندما تلمح شبيها لهذه ((الخميلة)) ولا تصل إليها، تكون ملهبة للشوق في أعماقك.. ومحفّزة للعطاء إذا كنت فناناً في مشاعرك وأدوائك.
إن الحرمان متعب أحيانا لصاحبه.. لكنه عافية للأدب والفن..!!
الحرمان ليس واحداً.. هناك حرمان من ((مظاهر الحياة)).. وهو أهون من الحرمان العاطفي لأنه مرتبط بأشياء مادية قد يتم الحصول عليها ثم إن فقدها لا يشكل عذابات صعبة الاحتمال..
لكن هناك الحرمان الأقسى .. إنه حرمان الدواخل من الحنان.. ومن الابتسامات التي تعمر الجوانح..