الخطوط الحمراء تبرز جلية عندما يتعلق الأمر بالدين أو الوطن، وإذا قلنا الوطن فإن أمنه هو الأهم وهو الخط الأحمر الذي لا يجوز المداهنة ولا المسامحة ولا المجاملة مع من يخل به.
وإنني أرى أن ما يحدث في العوامية تلك البلدة التي كانت تتصف بالوداعة على مدى تاريخها الطويل،
أقول إنني أرى أن ما أحدثه بعض الإرهابيين المأجورين والتابعين لآيات شيطانية خارجية يعد نوعاً من أنواع الحرابة التي هي أشد أنواع الإرهاب، فما قام ويقوم به هؤلاء المجرمون من استهداف رجال الأمن الساهرين على أمن وسلامة مواطني هذه البلدة إرهاب من الدرجة الأولى، ولنقُلْها صراحة فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى، فما يقوم به هؤلاء الشرذمة ما هو إلا استجابة لدعوات ملالي من إيران دعت في فترات مختلفة لزعزعة أمن هذه البلاد، وكان أن تجاوبت معهم هذه الزمرة الخارجة عن الدين العاقة للوطن.
في العوامية والمراكز المحيطة بها رجال من الشيعة الذين كثيراً ما رددوا صدق الولاء لهذه القيادة ولهذا الوطن ونحن لا نشكك في ذلك، لكننا نريد من هؤلاء المؤثرين أن يكونوا يداً قوية وصوتاً صادحاً ضد هذه الشرذمة المأجورة، وان لا يكون ما يظهرون غير ما يبطنون، نريد منهم أن يظهروا وطنيتهم إن كانت صادقة وأن يخمدوا هذه الفتنة التي تدار من خارج أسوار الوطن، فلم يعد الأمر خفياً ولا يحتمل المراوغة والمجاملة فلا أغلى من الوطن، ولا نريد أن نصل في يوم من الأيام وتكون قوات أمننا في مواجهة بعض أبناء بلدنا.
الإرهاب تصدت له المملكة وبفضل الله وعونه وتوفيقه نجحت نجاحاً مبهراً في القضاء عليه على الرغم من تشعبه وتغلغله في وقت من الأوقات، وكان منطلقه منطلقاً تكفيرياً بحتاً، لكن ما يحدث في العوامية أخطر وأكبر جرماً كونه يريد لهذا البنيان أن يهد وأن تقام على أنقاضه دولة شعوبية مجوسية صفوية مجرمة، وعذراً على الصراحة في القول فلم يعد هناك مجال لكثير ولا قليل من مجاملة فكما يقال (ما دون الحلق إلا اليدين).
إن ما يحدث في العوامية محاربة للدولة وهو أشد أنواع الإرهاب؛ كونه يتعمد قتل رجال الأمن مع سبق الإصرار والترصد، لذا فإن المطالبة الشرعية والمجتمعية تطالب بتسمية هذا الشغب إرهاباً من الدرجة الأولى، وأن يوكل إلى جهاز مكافحة الإرهاب التعامل مع أمن هذه البلدة من هذا المنطلق.
إلا الوطن... كلمة يقولها كل مواطن وقبلهم كل قادة هذه البلاد، كل شيء يجوز الأخذ فيه والعطاء إلا أمن وسلامة الوطن فلا أخذ ولا عطاء، فأمن بلادنا لا يُعد أمناً لنا فقط بل أمن لكل مسلم على وجه البسيطة، أعيد مقولة لأخ عربي قالها لي يوماً عندما تحدثنا عن بعض الأخطار التي تحيط بأمتنا العربية قال : كل فرد سيدافع عن بلده، لكن أنتم هنا كل مسلم يدافع عن هذا الوطن ويسترخص دمه دون ترابه المقدس، أقشعر جلدي وكادت دمعتي أن تذرف كوننا في هذه المكانة العظيمة بين أمتنا العربية والإسلامية، ولم نستشعر هذه النعمة وهذا الفضل, ونرعى ذلك كما يجب!!
أعود لعنوان هذه المقالة إلا الأمن وأقول نعم إلا أمن بلادنا وأهلنا ومن يقيم على تراب وطننا وكل أفراد قوات أمننا المختلفة، فلا مساومة ولا مجاملة ولا تهاون في قطع رقبة من يحاول ولو مجرد محاولة في زعزعته.
والله المستعان..