تعوَّدت أن أتقبل كل شيء.. فلا يزعجني أي شيء..
ولعل من أشد المنغصات التي تزعج الجميع يومياً كثرة الرسائل التي ترد في هواتف الناس من مصادر كثيرة لا يعرفونها.. فتثقل عليهم، وتشغل وقتهم.. وإني واحدة من الناس، بكل تأكيد أقوم فوراً بحذفها كما يفعلون..
وأعجب من المجترئين بها على خاصة الفرد..!!
وقد كتبتُ عن المصدر الذي مكَّن مرسليها من أرقام هواتف من تردهم، وهم لا علاقة لهم بمصادرها..!
كنا نسند في شأن تزويدهم بالأرقام الأمر إلى شركة الاتصالات، ومن في حذوها..
وبتنا نردها إلى البرامج العديدة التي تسللت تتجسس إلى حياة الناس.. مع أن الشرع والأخلاق يمنعان أن يؤسَّس برنامج ليكشف للناس عن أمور لا تخصهم في شؤون الآخرين منهم..!
ومع أنها قد تفيد في النادر، كما حدث لي أن وجدت صديقة انقطع بي، وبها عهد التواصل من عقدين، وأكثر حين سافرت خارج الوطن ولم نعرف شيئاً عنها، فإذا ببرنامج الكشف عن الأرقام يحضرها.. ونعود نتواصل.. ولعلها المزية اليتيمة لهذا البرنامج، الذي أربأ عن استخدامه وتسخير فضول الناس له..
أنتهي من هذا إلى أنه تسعدنا جميع الرسائل التي تبثها وزارة الداخلية بمؤسساتها المختلفة.. تلك التي تتوالى، وتطرد في رسالتها مع حملة التصحيح، وما سبق من تحويل المعاملات الفردية مع جهات الاختصاص الأمنية عن طريق البوابة الإلكترونية، بما يعزز الثقة في وضعنا قدماً ثابتة في اتجاه ترسيخ العلاقة، والثقة، بل التنفيذ بين هذه الجهات والمواطن..
وفيه اطمئنان كبير إلى سير متسق بين ما يقال، وما ينفذ.. وترسيخ لقيم التعامل المنظم..!
التحية لوزارة الداخلية، ورجالها، ومتابعي الأداءات فيها..
وعلى المواطن الاستجابة لمضمون الرسائل لتنفيذ ما فيها، وعدم الإيواء للمتخلفين، ومراجعة تصحيح الملفات الشخصية في مواقعها، وسلامة وضع كل فرد من حيث وثائقه، وعمالة تعمل معه، ومركبة تسير في شوارع المدن باسمه..
النظام لا شك هو مدار التحضر، والوعي..!!