قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الأربعاء إن روسيا لا تستطيع أن تأمر مؤيديها في منطقة القرم الأوكرانية بالعودة إلى قواعدهم، معللاً ذلك بأنها قوات «دفاع ذاتي»، مؤكداً أنها لا تتبع أوامر موسكو.. مشدداً على أن الرجال المسلحين المنتشرين في القرم ليسوا جنوداً روساً.. وقال إن أفراد البحرية الروسية هم في وضعهم المعتاد.. مؤكداً أن جنود البحرية الروسية متمركزون في القاعدة العسكرية الروسية في جزيرة القرم، مؤكداً في الوقت نفسه احترام روسيا لاستقلالية جزيرة القرم واستقلال أوكرانيا .. منتقداً محاولات بعض الدول التي لم يسمِها بمحاولة الهيمنة على أوكرانيا.
يأتي ذلك في وقت قال فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء إنه لا يريد للتوتر السياسي أن ينال من التعاون الاقتصادي مع الشركاء التقليديين لروسيا.
وفي رسالة لبوتين لأعضاء مجلس الوزراء قال: نمر حالياً بتوتر سياسي مألوف وينبغي ألا يؤثر على التعاون الاقتصادي الحالي.
وقال: من الضروري ألا نزيد الموقف صعوبة نحن بحاجة إلى التعاون مع كل شركائنا التقليديين مع حماية مصالحنا وثوابتنا التي لن نساوم عليها بالتأكيد.
ودافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تحركات بلاده في منطقة القرم، وقال إنه لن يستخدم القوة في أوكرانيا إلا كملاذ أخير.
من جهته أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي أن موفد المنظمة الدولية وصل إلى شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا بهدف تقييم الوضع.
وقال المتحدث إن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون الموجود حالياً في كييف طلب من روبرت سيري التوجه إلى القرم لتقييم الوضع.
هذا وعقدت الولايات المتحدة وروسيا محادثات أمس الأربعاء لتخفيف حدة التوتر بين الشرق والغرب بشأن أوكرانيا بينما يعزز الغرب جهوده لإقناع موسكو بسحب قواتها وإعادتها إلى قاعدة في شبه جزيرة القرم وتفادي خطر نشوب حرب.
وقد التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للمرة الأولى منذ تصاعد الأزمة بعد مؤتمر في باريس حضرته الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.. كما يجري حلف شمال الأطلسي وروسيا محادثات موازية في بروكسل وسط مخاوف من أن تثير مواجهة بين الجنود الروس والأوكرانيين في القرم أعمال عنف أو أن تتدخل موسكو أيضاً في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الخميس قد يقرر فرض عقوبات على روسيا إذا لم يتوقف التصعيد بحلول ذلك الوقت.
هذا وقالت وكالة الإعلام الروسية إن المشرعين الروس يعملون على صياغة مشروع قانون يسمح بمصادرة ممتلكات وأصول وحسابات مصرفية لشركات أوروبية أو أمريكية إذا فرضت عقوبات على روسيا.
من جهته، قال فابيوس لقناة بي.إف.إم. التلفزيونية إن الإجراءات الأوروبية قد تشمل فرض قيود على التأشيرات وأصول الأفراد ومناقشات حالية للعلاقات الاقتصادية مع روسيا.
وأضاف: فلنبدأ مسار الحوار لكن في نفس الوقت هناك قمة للاتحاد الأوروبي اليوم، وقد يجري التصويت على فرض عقوبات إذا لم يحدث وقف للتصعيد. وقال إن هناك إمكانية للحوار مع مجموعة اتصال في إشارة إلى مقترحات لتشكيل مجموعة اتصال من قوى فاعلة في الأزمة الأوكرانية. يأتي ذلك في وقت نقلت فيه وكالة الإعلام الروسية عن أندريه كليشاس رئيس لجنة التشريعات الدستورية في مجلس الاتحاد الروسي قوله إن مشروع القانون سيتيح للرئيس والحكومة فرصاً للدفاع عن سيادتنا في مواجهة التهديدات الخارجية.
وأضاف أن محامين يدرسون ما إذا كانت مصادرة أصول وممتلكات وحسابات الشركات الأجنبية ستتوافق مع الدستور الروسي، لكنه قال إن مثل هذه الخطوات ستكون متماشية مع المعايير الأوروبية بشكل واضح.
ميدانياً نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصدر عسكري قوله إن القوات الروسية سيطرت على وحدتي دفاع صاروخي أوكرانيتين في القرم أمس الأربعاء.. ولم تستطع وزارة الدفاع الأوكرانية تأكيد التقرير على الفور.
هذا ولا تزال القوات الروسية تسيطر على المنطقة، ولم يشر بوتين إلى سحب الجنود المتمركزين في القرم كجزء من الأسطول الروسي في البحر الأسود.
وفي واشنطن اعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن روسيا لديها مصالح مشروعة في أوكرانيا، لكنه قال إن ذلك لا يعطي بوتين الحق في التدخل العسكري. وقال أوباما: يبدو أن الرئيس بوتين لديه مجموعة مختلفة من المستشارين يصوغون مجموعة مختلفة من التفسيرات، لكنني لا أعتقد أن ذلك يخدع أي أحد.