لا شك أن الكتاب يحظى بالاحترام والتقدير في مجتمعنا ولا شك أننا من أمة أقرأ تلك الكلمة الأولى التي أنزلت على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ولا شك أيضاً أن معرض الكتاب الدولي بالرياض يعد من أقوى المعارض بالإيرادات المادية وتنتظره دور النشر كل عام بكل شغف ولهف.
حين توقفت بين الخارجين والداخلين بازدحام تراجيدي أتأمل جيوشاً من الكتب التي تتلألأ بعناوينها...
... ولوحات أغلفتها توقفت وأنا بحالة من الشغف المدجن بأسئلة تبحث لها عن بصيص من ضوء ينير طريق من التفكير تكتنفه العتمة لإجابات تسلط الضوء عن شيء من الذات وأخرى تنقب بسيرة إنسان قد مات وبقيت كلماته بمرور الدهر يانعة يافعة تبقى في النفس راضية.
دخلت وبيدي اليمين ورقة لقائمة من الكتب كنت قد بدأت الكتابة عليها منذ عام أو يقارب وكان حالها يرثى له فقد تعددت الأقلام عليها وبقيت هي صامدة بين الفينة والأخرى أخرجها من مكتبي لأزيدها باسم لكاتب أو اسم لكتاب أو دار نشر وحين رفعتها أمام عينيّ وجدت ملمسها قد تجعد بآلاف الصفطات فهي أشبه بجبين شيخ عتيق الأيام لتكون صدمتي وحزني هو افتقار معرض الرياض الدولي للكتاب للمؤلفات البصرية وخصوصاً بما يخص الفنون التشكيلية أكانت رؤى نقدية وفكرية أو قرأت تشكيلية وفنية أو ما يهيم بسير الفنانين والفنانات من تجارب بمنجزهم التشكيلي وكأن حالي أشبه بالباحث عن زهرة صغير بين أكوام من جذوع الأشجار.
وتساءلت في ذاتي لماذا لم أجد ضالتي بين هذه الأكوام من الكتب ولماذا دور النشر لم تهتم بالمؤلف التشكيلي ولماذا لم يكن في بلادي مؤلفون بالشأن التشكيلي تواكب سطوع الفنانين؟.. أهي مشكلة أم إشكالية؟.. لا أعرف ولكن الذي أجزم به أن هناك نسياناً من الجميع للكتاب التشكيلي أياً كان محتواه, فدور النشر عليها مسؤولية بذلك والمؤسسات المعنية بالشأن التشكيلي أيضاً عليها نفس المسؤولية من وزارة الثقافة وجمعية التشكيلين والنوادي الأدبية وجمعية الثقافة ولا نبرئ الفنانين والفنانات من هذه المسؤولية.
الشاهد هنا أن الجميل في معرض الرياض الدولي للكتاب الإشادة بتسمية الممرات الداخلية بأسماء الخطاطين والفوتوغرافيين السعوديين أم الذي غير ذلك هو تناسي المنجز البصري على هامش المعرض وعدم احتواء المنبريات المصاحبة بأي ورقة تهتم بالفنون البصرية ناهيك عن محور كلماتي وهو افتقاره للمؤلف التشكيلي.