التمساح كلنا يعرف خطره ولا شك. ذاك الفك الضخم يُطبق على الضحية بقوة جبارة لا ينجو منها شيء.
العضلات التي تُغلق فم التمساح قوتها هائلة، وهذه واضحة لكل الناس، فالكل لا شك أنه يستطيع أن يستحضر مشهد تمساح يغلق فكيه على غزال أو جاموس أو أي كائن سيئ الحظ صادف وجود التمساح حوله. أما ما لا يعرفه أكثر الناس فهو أن هذه القوة تماثل زخم شاحنة تسقط في هاوية! إنها قوة خرافية لا يماثلها شيء.
ورأينا في موضوع سابق بعنوان «الديناصورات لم تنقرض تماماً» أن قوة عضة تمساح المياه المالحة العملاق – أكبر الزواحف ويصل طوله إلى 6 أمتار ويصل وزنه إلى طنّين - تقارب في قوتها عضة ديناصور التيراناصور الشهير! أما الذي لا يخطر على البال فهو أن العكس صحيح: إن العضلات التي تفتح فم التمساح ضعيفة، لدرجة أن التماسيح التي تصل في طولها إلى مترين يستطيع رباط مطاطي عادي أن يبقي أفواهها مغلقة، وبالنسبة لكثير من التماسيح فتستطيع أن تمسك فكه بيد واحدة ولا يستطيع أن يفتحه.
كل سنة تقتل التماسيح أناساً في الجزر التي حول أستراليا واندونيسيا مثل جزر سليمان وغينيا الجديدة وكذلك في أمريكا اللاتينية وغيرها من المناطق، والمعروف أن ينقض التمساح على إنسان واحد فيقتله، ولكن هناك تمساح فريد من نوعه، استطاع وحده أن يقتل 20 شخصاً في لحظة واحدة! والغريب أنه فعل ذلك بدون أن يلمس أياً منهم! كيف هذا؟
في 2010م انطلقت طائرة صغيرة من دولة الكونغو قاصدة دولة أخرى في نفس القارة الإفريقية، وكان أحد الراكبين قد اصطحب تمساحاً ووضعه في حقيبة كبيرة تركوها مع بقية الأمتعة، وهذا طبعاً يخالف أنظمة الطيران، ولا أدري ما كان يفكر فيه هذا الرجل عندما فعل هذا الفعل الأرعن، وأثناء الطيران تحرر التمساح من الحقيبة وترك قسم الأمتعة ومشى زاحفاً نحو الركاب، ولما رأوه تعالت الشهقات وهلع الركاب وركضوا جميعاً هاربين للأمام نحو غرفة القيادة فراراً من التمساح، ولأن الطائرة صغيرة نسبياً ولم تكن مثل الطائرات المدنية المعتادة ذات الحجم والسعة الكبيرين فقد أخلَّ هذا بتوازنها، ومهما حاول الطيار أن يوازنها لم يستطع، فسقطت الطائرة و ضربت بيتاً وقتلت كل الركاب الذين كانوا عليها، كلهم ما عدا واحد منهم...والتمساح! نجا التمساح من تحطم الطائرة، ولكن لم يمهله عمال الإنقاذ فمزقوه إرباً لما فاجأهم وهم يفحصون حطام الطائرة المنكوبة.
سواءً كان صغيراً أم كبيراً، يبدو أن التمساح دائماً مصدر مشكلات!