تكاثفت نذر حصول مواجهات سياسية وحتى عسكرية فوق الأراضي الأوكرانية، مع وصول النقاش الأمريكي - الروسي بشأن هذه الأزمة إلى عنق الزجاجة، ومضي سلطات القرم قدما في إجراءات استقلال هذا الإقليم عن قوام أوكرانيا، واتخاذ السلطات الأوكرانية الجديدة المزيد من الخطوات التي تعتبرها موسكو استفزازية وتتويج كل هذه الأجواء المحتقنة بالإعلان الرئيس الأوكراني المخلوع انه ما زال الرئيس الشرعي لأوكرانيا.
واخفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري مرة أخرى أمس الثلاثاء في تسوية خلافاتهما بشأن حل الأزمة في أوكرانيا قبل أيام من الاستفتاء على استقلال شبه جزيرة القرم. وفي مكالمة هاتفية جديدة بينهما لم يتمكن الوزيران من التوصل إلى موقف مشترك بحسب ما اقر الطرفان. وأجرى الوزيران المكالمة بعد أن كشف كيري في وثيقته عن مجموعة من المقترحات حول تخفيف التوترات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بساكي ان أجوبة لافروف كانت تكرارا للمواقف (الروسية) التي سمعناها في المحادثات في باريس وروما الأسبوع الماضي. بدوره أبلغ لافروف الرئيس فلاديمير بوتين عن الوثيقة قائلاً: لقد وجدنا (في الوثيقة) مفهوماً لا يلائمنا كثيراً، لأنها تقوم على أساس صراع وهمي بين روسيا وأوكرانيا. في المقابل صادق برلمان القرم أمس على بيان حول استقلال القرم عن أوكرانيا ونية الإقليم الانضمام إلى روسيا. وأفاد موقع برلمان القرم الرسمي على الإنترنت بأن 78 من 100 نائب صوتوا لصالح تبني بيان الاستقلال. كما أصدر البرلمان قرارا يقضي بمنح تتار القرم ضمانات لإعادة حقوقهم وتكاملهم مع مجتمع القرم. من جهته حمّل الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش الحكام الجدد في كييف مسؤولية تدهور الوضع الأمني والاجتماعي في البلاد وسعي القرم للخروج من قوام أوكرانيا، مصراً على أنه لا يزال رئيساً شرعياً وقائداً عاماً للقوات المسلحة في البلاد وذلك في بيان صحفي مقتضب وجهه أمس من مدينة روستوف على الدون جنوب روسيا.