لا قضايا تعدل أمن الوطن ولا رهان حولها، حين تستقر الأوطان تأتي كل الأشياء تباعاً، والعكس صحيح حين يغيب الأمن تذهب التنمية وتذهب الأحلام العريضة بالعدالة والمساواة والمشاركة أدراج الرياح. المجتمعات المتقدِّمة جاءت تنميتها محصلة لاستقرارها الطويل، ففي زمن العنف كل شيء يتلاشى ويصبح خراباً.
بيان علماء القطيف والأحساء أصنفه بأنه منحاز للوطن ولغده ولأجياله، نحن في مرحلة دقيقة تعبر بها سفينة وطننا مضيقاً دقيقاً تتحوّطه الأمواج، هي سفينتنا جميعاً إن لم نتوازن ونهدأ ونستقر جميعاً ستميل بنا السفينة ويتصعدنا الموج ولات حين ندم! الأقليات في كل دول العالم والمهمشين هم ترمومتر الاستقرار فإن طالبوا بحقوقهم بهدوء وتعايشوا مع ما تفرضه الديمقراطية التي تغلب دائماً الأكثرية دون نيل من حق الأقلية على تساوي الفرص والمشاركة بالنسبة التي تتواءم مع عددهم فهذا دلالة وعي معرفي وسياسي، لا يمكن لأقلية في كل دول العالم بأن تكون الغلبة لفكرها لكنها تعي أن لها حقوقاً أساسية تفرضها المواطنة، كما أن عليها واجبات حتمية أهمها إدراك أن الأمن خط أحمر لا يقبل تجاوزه تحت أي ذريعة أو مسوغ.
بيان علماء الشيعة كان مدركاً لجملة هذه الأفكار مراعياً أهمية ودور استقرار الوطن، حاثاً الشباب على الوفاء للوطن والإخلاص له ونبذ التطرف جانباً والجنوح للسلم، وهذا وأيم الله صوت العقل الذي هو أحق أن يتبع.