** هذه الأيقونة الثقافية العبقة (معرض الكتاب) يقترب من طيّ خيام حروفه، والرحيل من مرابعه بانتظار عام قادم مضيء بورد الحروف في زمن صخب ببارود الحروب!. الحق أن معرض الكتاب بالرياض كان أنموذجاً بالتنظيم وتوفير كل ما يريح زواره الكُثر من خدمات وتسهيلات ونظافة وإمكانات.
* * *
هناك ملاحظتان مهمتان قال لي عنهما أكثر من زائر وزائرة بالمعرض.
* الأولى: عدم استيعاب المواقف للسيارات، وهو أمر مبهج لكنه مزعج للزائرين، وأدرك أنه لا علاقة لوزارة الثقافة والإعلام بذلك، فهو يتعلق بالغرفة التجارية بالرياض لكن دور الوزارة أن تتخاطب مع الغرفة بشأن هذه المشكلة التي ضايقت رواد معرض الكتاب وزوار كل معرض.
* الثانية: ارتفاع أسعار بعض الكتب من قِبل بعض دور النشر، وقد أحسنت (سبق) بحوارها القصير عندما طرح محررها عيسى الحربي سؤالاً جيداً على وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الصديق د. ناصر الحجيلان حول غلاء الكتب، وأجاب بأن إدارة المعرض تراقب الأسعار وتوقع العقوبة على من يخالفها وهذا جيد لكن لكي يتحقق الهدف من عرض الكتب بأسعار معتدلة توفر الربح المعتدل لدور النشر ولا ترهق المبتاعين، فالمطلوب ألا يكون أمر تحديد الأسعار موكولاً لدور النشر وحدها بحيث تضع السعر كما تريد وإدارة المعرض توافق دون اعتراض إذ لا بد من عرض سعر الكتاب على لجنة فإذا كان معقولاً وافقت وإن لم يكن اعترضت عليه، واقترحت سعراً معتدلاً، لقد أرتني زائرة كريمة: كتاباً حجمه (150) صفحة وإخراجه عادي وغير مجلّد واضطرت لشرائه بـ (50) ريالاً.. كيف يصحّ هذا؟.
نستشرف أن تلاحظ ذلك إدارة المعرض بالعام القادم.
وبعد:
الكتاب يشبه الحظ، فالكتاب كما الحظ يمرض ولكنه لا يموت أو هو كطائر الفينيق ينهض من أكوام الرماد وكالوردة تتفتح من بين أشواك العصر. من جرّب احتضان كتاب، واستمتعت أحداقه في السفر بين موانئ حروفه لا يمكن أن يترك هذا الفضاء الجميل. وكل عام والجميع يزدهي بأعراس الثقافة، واحتفالات الحرف بوطن الضياء.