تراجعت مؤشرات البورصة الروسية الموحدة في بداية تعاملات يوم الجمعة 14 مارس - آذار، مع تفاقم مخاوف المستثمرين من احتمال فرض عقوبات ضد روسيا من قبل الدول الغربية. وهبط مؤشر «آر تي إس» بنسبة 4.31% إلى 1033.38نقطة، كما تراجع مؤشر «ماي سيكس» للتعاملات المصرفية بنسبة 3.75% إلى 1201.78 نقطة. وتراجع سعر صرف الروبل مقابل العملات الصعية، فبلغ أمام الدولار الأميركي 36.45 روبلا للدولار الواحد، وأمام اليورو 50.80 روبلا لليورو الواحد.. وقال كبير خبراء مصرف «دويتشه بنك» في روسيا ياروسلاف ليسوفوليك، إن روسيا ستستمر في التوجه تدريجياً باتجاه الشرق والأسواق الناشئة في التعاملات التجارية، وذلك على خلفية تلويح الغرب بفرض عقوبات عليها فيما يتعلق بأوكرانيا، وأضاف إن روسيا تتفاوض مع شركائها للتعامل بالعملات الوطنية بدلا من الدولار.. وأضاف الخبير إنه يجري العمل حالياً لإعادة تحويل تدريجي لوجهة التجارة الخارجية الروسية من الغرب إلى الشرق، إلى الأسواق الناشئة وخاصة إلى جنوب شرق آسيا، وأن هذا الاتجاه سيستمر.
وأكد الخبير أن روسيا تتفاوض مع الدول الآسيوية ومجموعة «بريكس» حول التحول للتعامل بانقود الوطنية بدلاً من الدولار، وأنه في ضوء رغبة روسيا والصين بتعزيز دور عملتيهما في النظام المالي العالمي، فمن الضروري استخدامهما أكثر في التجارة والاستثمارات، لافتاً إلى أن البنك المركزي الروسي يزيد عدد العملات الاحتياطية، في سعيه لتقليل الاعتماد على عملة بعينها، وأن الدولار الأميركي يشكل حالياً أقل من 50% من احتياطيات بنك روسيا المركزي. وفي الأسواق العالمية هبط مؤشر نيكاي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى في بورصة طوكيو للأوراق المالية يوم الجمعة، بنسبة 3.30% ليصل إلى مستوى 14327.66 نقطة. كما هوت الأسهم الأميركية يوم الخميس دافعة مؤشر ستاندرد اند بورز500 إلى تسجيل أسوأ أداء منذ أوائل فبراير - شباط مع تصاعد التوترات بين أوكرانيا وروسيا والقلق من تباطؤ اقتصادي في الصين. وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى جلسة التداول منخفضا بنسبة 1.41% إلى 16108.89 نقطة بينما هبط مؤشر ستاندرد اند بورز500 الأوسع نطاقاً بنسبة 1.17% في المئة ليغلق عند مستوى 1846.34 نقطة.
وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا منخفضا بنسبة 1.46% في المئة إلى 4260.42 نقطة. وعلى عكس البورصات والأوراق المالية, ارتفعت الأسعار في أسواق النفط, ووصلت أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت إلى 108 دولارات للبرميل يوم الجمعة، بعدما أذكى تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا المخاوف بخصوص إمدادات النفط الروسية لكن الخام القياسي الأوروبي لا يزال في طريقه لتكبد خسائر للأسبوع الثالث على التوالي وسط قلق بشأن النمو الاقتصادي الصيني وزيادة المخزونات الأميركية. كما ارتفع سعر النفط الخام الأميركي إلى 98.22 دولاراً للبرميل بعد أن سجل ارتفاعاً بقيمة 21 سنتا عند التسوية يوم الخميس.
وفي الأثناء, ذكرت مصادر إعلامية, أن رئيس وزراء أوكرانيا الحالي أرسيني ياتسينيوك الذي أطاح بالسلطة القائمة في العاصمة الأوكرانية حمل معه إلى واشنطن احتياطي أوكرانيا من الذهب لكي تساعد الإدارة الأميركية قادة انقلاب كييف في الحصول على قروض من صندوق النقد الدولي حسب مدير مؤسسة ليف غوميلوف البحثية. وحسب الخبير بافل ظريفولِّين، مدير مؤسسة ليف غوميلوف البحثية في موسكو, تحوم حول ياتسينيوك شبهة «الاستيلاء على احتياطي أوكرانيا من الذهب».
وقال الخبير في تصريح لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية إن طائرة حملت، حسب مصدر أمني أوكراني، احتياطي أوكرانيا من الذهب وعدداً كاملاً من الكنوز الأخرى إلى الولايات المتحدة الأميركية في السابع من آذار - مارس. وحمل ياتسينيوك معه الذهب الأوكراني إلى واشنطن ليسلّمه إلى الولايات المتحدة لكي تضمن له الحصول على قروض من صندوق النقد الدولي. وشدد الخبير على ضرورة إخطار العالم بهذه الجريمة بحق أوكرانيا والحضارة الأوراسية لأن الكنوز التي «أودعها « ياتسينيوك في أميركا تحتوي على ذهب الشعوب الأُسقوثية التي كانت تقطن في أوروبا الشرقية وآسيا في عصور مضت.