الجزيرة - بندر الأيداء:
كشف فريق المباني بمركز كفاءة الطاقة أن التطبيق الإلزامي للمواصفات الجديدة لأجهزة الغسالات والمجمدات والبرادات سيبدأ مطلع مارس المقبل، وسيشمل الأسواق ونقاط البيع والمستودعات، فيما يتم التطبيق في المرحلة الأولى على منافذ الجمارك والمصنعين المحليين بداية 2015. كما كشف الفريق أن استخدام المكيف ذي النجوم الستة سيوفر 40 % من استهلاك الكهرباء إذا ما تمت مقارنته بمكيف مخالف للمواصفات الجديدة. وقال رئيس الفريق المهندس حكم بن عادل زمو لـ»الجزيرة»: في سنوات مضت كان معامل كفاءة أجهزة التكييف في حدود 7.5، والآن تم رفع هذه النسبة إلى 8.5 لمكيفات الشباك و9.5 للمكيفات المجزأة، وهذا يؤدي بالطبع إلى تقليل استهلاك الكهرباء بشكل ملحوظ. ولو أخذنا مكيفين، كل منهما طن ونصف الطن (18,000 وحدة حرارية بريطانية)، الأول معدل كفاءته 7.5 والثاني 9.5 سيكون الأول يستهلك عند تشغيله لمدة ساعة 2,400 واط/ ساعة، بينما يستهلك المكيف الثاني 1,895 واط/ ساعة، وبهذا يتضح الفرق في حجم الاستهلاك بين الجهازين. وأضاف زمو: بالنسبة لمقدار توفير استهلاك الكهرباء فإن التوفير بين كل نجمة والنجمة التي تليها بحدود 10 %؛ وبالتالي عند شراء مكيف «ست نجوم» على سبيل المثال فإن التوفير قد يتجاوز 20 % مقارنة بالمكيف ذي النجوم الأربعة. ولو قارنا مكيفاً ذا ست نجوم بآخر رديء الكفاءة ومخالف للمواصفات ذي نجمتين فإن التوفير يصل إلى 40 %؛ وعليه يكون استهلاك الكهرباء أقل؛ وبالتالي يتم التوفير في الفاتورة المدفوعة من قِبل صاحب المنزل. وشدد المهندس زمو على ضرورة اقتناء المكيفات ذات النجوم الأكثر، التي تؤدي إلى زيادة في التوفير؛ وبالتالي تقليل فاتورة الكهرباء، خاصة في فصل الصيف، وهو الفصل الأكثر تشغيلاً لأجهزة التكييف في المنازل، ولساعات أطول.
وحول تفاقم الاستهلاك من جراء افتقار غالبية المباني السعودية مواد العزل الحراري قال زمو: إن الجهود مبذولة في هذا الصدد منذ فترة، وتوجت بصدور أمر ملكي بتنفيذ وإلزام استخدام العزل الحراري في جميع المباني الجديدة الحكومية والتجارية والسكنية. ولقد بدأت الجهات المعنية بوضع خطط وآليات للتنفيذ والرقابة على مشاريع المباني، والتأكد من وجود العوازل أثناء عملية التشييد. ومن جانب مركز كفاءة الطاقة فقد تم تفعيل مبادرات ريادية، تهدف إلى تطبيق معايير كفاءة الطاقة في المساكن والمباني المزمع بناؤها، ومن ذلك استخدام العزل الحراري لهذه المباني، وتطبيق المواصفات القياسية لأنظمة التكييف، وغيرها. وقد وقّع المركز مطلع العام الماضي خمس مذكرات تفاهم مع كل من (وزارة الإسكان، الصندوق العقاري، الهيئة الملكية للجبيل وينبع، أرامكو السعودية وشركة سابك).
وكشف المهندس زمو عن تخصيص حملة لموضوع العزل الحراري نهاية العام الجاري، أو بداية العام المقبل. وبسؤاله عن تنامي السوق السوداء نشطة لبيع المكيفات ذات المواصفات القديمة قال المهندس زمو: تقوم الجمارك ووزارة التجارة والصناعة بدورهما على أكمل وجه، فالأولى تتولى ضبط الشحنات المخالفة من أجهزة التكييف، وهو ما سيؤدي إلى تقليل الأجهزة غير المطابقة الواردة إلى البلد، في حين تتولى وزارة التجارة القيام بحملات تفتيش دورية، وقد شاهدنا وسمعنا إعلاناتها المتكررة عن ضبط كميات كبيرة ومصادرتها وإتلافها، قاربت مائة ألف جهاز. وبهذا المستوى من الرقابة فإن السوق السوداء ستتلاشى - بإذن الله - بمرور الوقت. وفيما يتعلق بأبرز المعوقات التي واجهت فريق المباني في هذا المشروع الوطني قال زمو: ليس هناك معوقات، ولكن هناك خطوات يجب اتخاذها قبل البدء في أي برنامج لرفع كفاءة استخدام الطاقة بصفة عامة، منها أولاً معرفة الوضع الراهن من جهة معدلات الاستهلاك بتفاصيلها وأي الأجهزة أكثر استهلاكاً من غيرها، ومعرفة ودراسة وتحليل التجارب السابقة في هذا المجال، ثم اختيار الأفضل منها، الذي يتناسب مع ظروف البلد، على سبيل المثال من جهة المناخ والتركيبة السكانية والظروف الاقتصادية، ثم اختيار أهم المبادرات التي تؤدي إلى تقليل الاستهلاك برفع الكفاءة وترتيبها حسب الأولوية، وبعد ذلك عقد لقاءات وورش عمل مع الجهات المعنية كافة، سواء حكومية أو خاصة، والتوافق قدر الإمكان على كيفية وآليات التنفيذ بما يحقق المصلحة العامة، ولا يؤثر في آليات السوق. وفي نهاية تصريحه قال رئيس فريق المباني بمركز كفاءة الطاقة إن المستهلك يشكّل خط الدفاع الأول، وهو صاحب المصلحة والمستفيد من رفع الكفاءة في نهاية المطاف؛ لما يحصل له من توفير ملحوظ في فواتير الكهرباء، خاصة وقت الصيف. ووجَّه زمو رسالة للمصنعين والموردين قائلاً: أنتم جزء من نسيج المجتمع؛ فكونوا عوناً للدولة في تحقيق أهدافها، ولتكن المصلحة العامة نصب أعينكم.