أصبح من المنتظر أن تزداد إثارة الصراع على لقب دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم بشكل أكبر من المواسم الأخيرة بعدما فتح برشلونة باب المنافسة على مصراعيه بتفوّقه على ريال مدريد في مباراة قمة وهو ما أسفر عن صعود أتليتيكو مدريد للقمة. ولم تتنافس ثلاثة فرق على اللقب منذ موسم 2006-2007 عندما أنهى ريال وبرشلونة المسابقة برصيد 76 نقطة لكل منهما وتفوق فريق العاصمة في المواجهة المباشرة بينما تصارع معهما أشبيلية. وبعد فوز برشلونة أمس الأول الأحد 4-3 تساوى رصيد نقاط ريال البالغ 70 نقطة مع جاره أتليتيكو بينما يتأخر برشلونة الساعي لإحراز اللقب للمرة الخامسة في ست سنوات بنقطة واحدة قبل تسع جولات على النهاية. وتأتي المسيرة الرائعة لأتليتيكو بقيادة مدربه دييجو سيميوني في الوقت الذي يهيمن فيه ريال وبرشلونة على اللقب. ورغم أن أتليتيكو لا يملك تقريباً سوى خمس المصادر المالية لغريميه فإن سيميوني نجح في تكوين تشكيلة قوية قادرة على المنافسة على الصعيدين المحلي والقاري. وإذا تساوى أتليتيكو في رصيد النقاط مع ريال فإنه سيحرز اللقب لأول مرة منذ 1996 عندما كان سيميوني لاعباً آنذاك، إذ يتفوّق حالياً في المواجهة المباشرة بعد تعادل الفريقين 2-2 في وقت سابق من الشهر الجاري في كالديرون وفوز الفريق الزائر في برنابيو في سبتمبر الماضي. ويملك برشلونة أفضلية في المواجهة المباشرة مع ريال بعدما فاز عليه 2-1 في نوكامب في أكتوبر وهي المباراة التي شهدت آخر هزيمة لفريق العاصمة الإسبانية قبل أن يتعثر أمس الأول على أرضه. وتعادل أتليتيكو مع برشلونة بدون أهداف في كالديرون في مدريد في يناير - كانون الثاني الماضي وسيلتقي الفريقان معاً في نوكامب في الجولة الأخيرة من الدوري في مباراة قد تكون حاسمة على اللقب.
وفي الجولة المقبلة سيخوض ريال اختباراً محفوفاً بالمخاطر في ضيافة أشبيلية يوم غد الأربعاء بينما سيستضيف برشلونة منافسه سيلتا فيجو وسيلعب أتليتيكو على أرضه مع غرناطة. وقال جيراردو مارتينو مدرب برشلونة في مؤتمر صحفي بعدما أذاق ناديه منافسه ريال أول خسارة له في 32 مباراة في كل المسابقات «الدوري ببدأ مجدداً من نقطة الصفر وعدنا إلى الصراع على اللقب.» وأضاف المدرب الأرجنتيني «هذه كانت آخر فرصة لنا ولم نكن نرغب في الخروج من المنافسة.» وإذا كان ريال فاز أمس الأول لحافظ على فارق النقاط الثلاث مع أتليتيكو وقتل فرصة برشلونة في المنافسة لكنه بدلاً من ذلك خسر للمرة الثانية على أرضه هذا الموسم.
وطرد سيرجيو راموس قائد ريال في الدقيقة 63 بعدما أسقط نيمار عندما كان منفرداً بالمرمى في لقطة أثارت اعتراض زملائه على الحكم.
ورغم ذلك رفض المدرب كارلو أنشيلوتي الذي يخوض موسمه الأول مع ريال الدخول في هذا الجدل وطالب لاعبيه بالتركيز في مواجهة أشبيلية.
وقال أنشيلوتي في مؤتمر صحفي «نحن الآن في حاجة لنسيان هذه المباراة والتركيز على مباراة الأربعاء التي قد تكون مصيرية لنا هذا الموسم».
وأضاف «لم يكن الحظ معنا لكن الفريق ظهر في حالة بدنية جيدة ونأمل في وضع المباراة خلفنا سريعاً».
سبق أن قلت أكثر من مرة إن المنافسة على اللقب ستبقى مفتوحة حتى الجولة الأخيرة. لا نشعر بالسعادة لأننا أهدرنا فرصة جيدة لكن لا داعي للقلق.
وتابع «يتبقى تسع مباريات وستكون كلها مهمة جداً. المنافسة في الدوري مفتوحة بين ثلاثة فرق وكل مباراة يمكن أن تكون حاسمة».