(عمال النظافة) و(الأطباء)!

أرجو أن لا يغضب مني الأطباء لجمعهم مع عمال النظافة (بواو العطف أعلاه)، ولكن استطلاع الرأي الذي أعلنه -معهد فورزا- في برلين أشار إلى أن أكثر فئة تحظى باحترام وتقدير الألمان هم (عمال النظافة) بعد أن كان (الأطباء) هم الأكثر تقديراً!

صحيفة (بريلنير الألمانية) كتبت أمس عنواناً مفاده: أصحاب (الزي البرتقالي) أطاحوا بأصحاب (البالطو الأبيض) من القائمة، في إشارة إلى التحول والتقدير الذي حظي به (عمال النظافة) بعد مجهود كبير قاموا به لتغيير الصورة عنهم، الفكرة كما صرح مدير المعهد الذي أجرى الاستطلاع أن (الأطباء وعمال النظافة) يقومون بعمل لا يستطيع الإنسان القيام به بنفسه!

تفوق عمال النظافة لأنهم (أتقنوا عملهم) بكفاءة عالية، وغيروا من نظرة المجتمع والسلطات تجاه مسألة (خصخصة الشركات العامة)، واستطلاع الرأي هذا بمثابة قرار بالعدول عن فكرة الخصخصة!

عالم (عمال النظافة) عالم مخيف والقرب منه يغير الكثير من المفاهيم الخاطئة! قريباً سأحدثكم عن تجربتي معهم، بالطبع هناك من سبقني ولكن لكل (رؤيته وقراءته)، ومن المعيب أن نقف متفرجين بعد أن تم تشويه صورتنا بسبب تناقل العالم ومعظم نشرات الأخبار (لفيديو ضرب عامل نظافة بوحشية)، وبالمقابل لم تجد الفيديوهات التي قام بها (سعوديون) لتكريم عمال النظافة، واستضافتهم في المدارس والبيوت -لتصحيح الصورة- ذات الوهج والانتشار الذي حظي به الفيديو السابق!

هناك من يعتقد أن كل (عامل نظافة) مسكين ومعدم وفقير وغير متعلم، وهو سبب تحولهم إلى (متسولين) لا (عمال نظافة)، ولكن الحقيقة أن من هؤلاء من يحقق (حلمه) بسعادة بالغة، الربط بين (عامل النظافة) و(عدم النظافة) خطأ كبير لأن الحقيقة أن عمال النظافة يولون اهتماماً خاصاً بنظافتهم الشخصية.

لن يصدق أحد أن بعض عمال النظافة لديهم (أنفة)، ويرون أنفسهم أكثر (تطوراً) واعتداداً ونظافة من بعض أصحاب (الفلل الفاخرة)، والثياب النظيفة، بسبب مخلفات هؤلاء!

هل جربت أن تتحدث مع (عامل نظافة)؟ معظمنا يتعامل معهم (بصمت) وتقزز أو بالإشارة فقط.

ربما استطعنا تغيير الصورة الخاطئة، بذات الطريقة التي تفوقوا بها على (الأطباء) في ألمانيا.

وعلى دروب الخير نلتقي