رصد أحد الزملاء الإعلاميين العديد من أمسيات الشعر الشعبي في السنوات الاخيرة لأكثر من اسم من الشعراء المعروفين، وقال في حضور مجموعة من الزملاء الإعلاميين والشعراء المعروفين في مناسبة خاصة الأسبوع المنصرم: إن لسان حال هؤلاء الشعراء غارق في الذاتية - وكل يغني على ليلاه - بعيداً عن رسالة الشعر الراقية المنوطة بالشاعر الحقيقي الذي هو لسان مجتمعه المنتظر منه - أن يؤثر ويتأثر - فهل نظرة هؤلاء الشعراء قاصرة أم أن تجربتهم الشعرية متعثرة ولاتتسم بشمولية النظرة؟!
وبالتالي فقد حيّدوا تجاربهم الشعرية واختاروا - من حيث يدرون أو لا يدرون - الانزواء بعيداً عن كل ما يجعلها تُوصف بالمهمّة، في ظل غياب الناقد الحقيقي الذي لا تغيب عن فطنته كل هذه الأسباب التي يستشهد بها عند وصفه لتجاربهم بالسلبية، وهو ما يجب أن يكون حتى يُنصف من يستحق الإنصاف من الشعراء، ولا يُقدَّم على غيره في المحافل الأدبية كالأمسيات الشعرية إلاَّ من يكون في جعبته من الشعر والفكر ما يستحق تقديمه على غيره.
وأضاف: هذا ما يجب أن يعيه القائمون على بعض أمسيات الشعر لأنه جزء من رسالتهم أيضاً، أما بعض الشعراء - المتكررين في نهجهم وتوجههم - فآمل - على حد قوله - ألاّ يكون لسان حال توجيههم وتنبيههم لسلبياتهم كحال قول الشاعر بشار بن برد:
لَقَدْ أَسْمَعْتَ لو نَادَيتَ حَيّاً
وَلكِنْ لا حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي
وَلَو ناراً نَفَخْتَ بِها أضَاءَتْ
ولكِنْ كنْتَ تَنْفخَ في رَمَادِ
وقفة من أوراقي القديمة:
الصداقة كنز باليوم العسير
وبالرخاء عز ومراجل بالحياه
وما يحقر الناس غير اللي حقير
غارقٍ ولا شماتة في رداه!
شذرة السيف الذي حدّه شطير
ما يبيّنها سوى كفٍ قناه
ما ينام الليل والخاطر كسير
من تبيّن داه وبكفّه دواه
إلزم اللي وافيٍ عقله بصير
ورايه الناهي بعيدٍ في مداه
خَيِّرٍ من رفقته يجيك خير
ولد حصنٍ ما تبدّل به سواه
كان حظّك ساعفك هو لك خشير
وكان حظّك عاضبك تلقى وفاه
والخطأ لا جاء صغيرٍ من كبير..!
إدمحه بالريش لا تبحث خفاه
ومن نَهل من سلسبيلٍ بالغدير
الثمايل عافها لو قل ماه
ومثل فرق البرد عن لفح الهجير
أو سواد الليل عن شمس بسماه
فرق (صاحب) عقب ربي لك نصير
عن (صويحب) ليت تَسلم من غثاه!!