تتميز مؤسساتنا الحكومية وشبه الحكومية، بمتابعة الأيام العالمية التثقيفية مثل اليوم العالمي للسكري و اليوم العالمي لمرض نقص المناعة و اليوم العالمي للتدخين واليوم العالمي لمتلازمة داون واليوم العالمي للمسنين، وغيرها من الأيام. ويرافق هذه الاحتفالات برامج تشعرك بأن هذه المؤسسات تعتني بالمرضى عناية لا حدَّ لها، وتحتفل من باب أولي بأيامهم العالمية.
الحقيقة غير ذلك طبعاً، وتكاد تكون عكس ذلك!
إن معظم ما نحتفل به من أيام عالمية هو لذر الرماد في العيون لا أكثر ولا أقل، وإلاّ فنحن مقصرون في رعاية أطفال داون وأطفال التوحد وأطفال فرط الحركة. نحن مقصرون في وضع حد لانتشار بيع السجائر وفي رعاية مرضى الإيدز وفي العناية بالمسنين والمسنات، فلا نغالط أنفسنا.
قبل ثلاثة أيام، احتفل العالم بيوم التوحد، وأوضحت الدكتورة عهود العويضة أنه إعاقة متعلقة بالنمو، تظهر عادة قبل سن ثلاث سنوات من عمر الطفل، وتكون نتيجة حدوث اضطراب في الجهاز العصبي؛ ما يؤثر في بعض وظائف المخ؛ وبالتالي يؤثر في نشأة الطفل وسلوكه وكيفية استجابته للآخرين وتواصله معهم. ويعاني مرضى التوحد من مشكلات بصرية منها: عدم القدرة على التواصل البصري مع الآخرين، التحديق بشكل لافت في اتجاه الضوء أو لشيء معين، النظر إلى الأشياء أو الأشخاص بشكل جانبي، وليس بشكل مستقيم، وجود «حول» في بعض الأحيان أو حركات غير طبيعية بالعينين، ويمكن تفسير ذلك أو إيعازه إلى وجود خلل عصبي عند هذه الفئة؛ الأمر الذي يحتاج لتشكيل فريق كامل لمساعدة الطفل، يتضمن طبيب أطفال وطبيب أمراض عصبية ونفسية وأخصائيين في التخاطب.
إن حقيقة الأمر تقول، بأن مراكز التوحد وغيرها من المراكز المعنية بالاهتمام بفئات الاحتياجات الخاصة ليست متوفرة بالحجم الذي تحتمه الحاجة، إلى درجة صار الآباء يسافرون بأبنائهم إلى بلدان مجاورة وفقيرة، تعتني عناية فائقة بهذه الفئة.