يحاول أحد المهتمين بالشأن المروري، أن يقلل من أهمية الأنظمة الصارمة لوضع حد للتجاوزات المرورية. هو يعترض على أن تلك الأنظمة ستسهم في إجبار المستهترين على احترام قواعد المرور، ويصر على أن ثقافة المجتمع المتخلفة والمتغطرسة والمتعصبة، هي التي أوصلتنا لهذا الحال المتردي، الذي بسببه نخسر عشرات الأرواح يومياً، ونأخذ إلى مؤسسات الإعاقة عشرات آخرين.
يروي لي قصة حدثت له قبل يومين، إذ كان يقود سيارته في شارع وسط الرياض، وكان يريد أن يتجه لليمين، فأوقف سيارته قبل خط المشاة، لأن الإشارة كانت حمراء، وكان المجال متاحاً للسيارات القادمة من جهة اليسار.
لم يعجب وقوفه قائد السيارة التي خلفه، فأخذ يستخدم بوق سيارته لكي يتحرك.
كان هو سيتحرك، لأن المجال له في حالة هدأ سيل السيارات التي على الخط الذي على يساره، لكن القائد الذي خلفه لم يرفع يده عن البوق، وحينما سلك اليمين، وتحرك بضعة أمتار، ألصق القائد الذي كان خلفه، جانب سيارته الجديدة لجانب سيارة صاحبنا المتواضعة، فما كان منه إلا أن توقف، وكادت السيارة المسرعة خلفه، التي كانت تقل أطفالا أن تصدمه.
- خير يا ابن الحلال، وش فيك تبغى تصدمني؟!
- ليه موقف والخط مفتوح لك، عطلتنا أنت ووجهك.
- تراني ما وقفت أكثر من ربع دقيقة.
- وليه توقّف؟!
- الخط الجاي من اليسار مزحوم، كيف ألف يمين؟! وبعدين علشان ربع دقيقة، تعرّض الأطفال اللي كانوا في السيارة للقتل؟
- أقول روح، بلا أطفال بلا كلام فاضي. الشرهة على اللي علمك السواقة.
يقول لي صاحبي:
- بلد فيه هالنماذج، كيف يستقيم حال مرورها؟!
وأقول أنا وأعيد وأزيد:
- الأنظمة الصارمة هي الحل.