المرأة في الاخبار؟

فاصلة:

(كثير من الأخطاء يولد من حقيقة نسيء استعمالها)

- حكمة عالمية-

لم أدرك حجم تناقضنا كمجتمع مع المرأة إلا بعد أن جعلني بحثي في دراسة الدكتوراه أقرأ كثيراً ما يكتبه الغرب عن المرأة السعودية.

وبصرف النظر عن عدالتهم في تصوير المرأة في ذهنية مجتمعنا في وسائل إعلامهم أو حتى في الدراسات الأكاديمية فإنني أعتقد بأنهم استطاعوا بالفعل أن يصوروا إشكالية المرأة وتناقض المجتمع تجاهها.

وكيف أن الأعراف الاجتماعية هي التي تعوق المرأة عن دورها التنموي وليس تقاليد الإسلام لدى بعض الدراسات الأكاديمية أو وسائل الإعلام المنصفة.

وبت أستطيع أن ألتقط كيف تتناقض الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام عن المرأة لدينا ويقيس عليها الغرب مدى إشكاليتنا في موقفنا من قضايا المرأة.

أخبار المرأة في الصحف المحلية تجعلنا نتساءل ما هو دور المرأة في المجتمع فالإعلام هو ما يشكل نسبة من تصوير الواقع؟

إن أول إشكاليات قضايا المرأة عدم وجود قيمة واضحة لدورها في المجتمع هل هي كاملة الأهلية أم لا؟

لماذا تعاقب على الجرائم مثلما يعاقب الرجل وفقا لتعاليم الدين بينما لا تعطى فرص العمل إلا وفق أعراف المجتمع؟

ولماذا يقبل المجتمع أن تحضر المرأة في استقبال المستشفيات والمستوصفات ويقبل وجودها كطبيبة وممرضة في المستشفيات بينما يعترض على حضورها في الأسواق «كمحاسبة» ويقبل وجودها في الأسواق والمجمعات التجارية كمشترية وليس موظفة؟

إن أول خطوة في تصحيح صورة المرأة السعودية في الإعلام الغربي لا تكمن في تصريحات المسؤولين بأهمية دورها بل فيما تنشره وسائل إعلامنا المحلية التي تعمل دون استراتيجية إعلامية تجاه قضايا المرأة وبالتالي تربك القارئ في تصوره للمرأة السعودية في المجتمع.

الإعلام لا يقول الواقع إنما يعيد تشكيله وفق ثقافة المجتمع ولذلك كانت صورة المرأة فيه كما أرادت لها ثقافة المجتمع.