قد تتوافر الأموال الطائلة للبعض من الدول وقد تكون مما حباها الله بالثـــروات الطبيعية كالبترول ومشتقاته.. ولكنها رغم ذلك تظل الأبعد عن بلوغ مدارج الرقـــي والتقدم.... فالمال وحده لا يكفي ما لم تقترن وفرته بما هو الأهم وهو القيم التي لا بد من الاستحواذ عليها... كقيم الدين التي تهدي إلى الرشد وتكون من أسباب السكينة والرضا بين الحاكم والمحكوم... وتكون الأساس والمنطلق مثلما هو شأن هذه الدولة الرائدة والرائعة حين قيض الله لها ذلك القائد التاريخي العظيم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه... الذي وحد البلاد بعد أن كانت مجزأة، وأرسى أسسها على صحيح الدين الإسلامي الحنيف وسنة رسوله المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم... وجعل القرآن دستورها فخر المسلمين وحجتهم.... مما مكن لهذه الدولة وجعلها خير أمة... بعد أن تجاوزت مراحل التشتت والضياع وما صار من أسباب الجوع والخوف إلى مرحلة التآلف والطمأنينة على الدين والمال والأهل والولد بقيام الدولة الفتية حصن الإسلام و المسلمين ومأوى أفئدتهم بعد أن جمع الله كلمة أبنائها على الحق.... وأفاء عليهم من عميم نعمه الكثير، وكقوله تعالى في محكم كتابه {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} الآية... وليأتي بعد ذلك أولئك القادة البررة من أبناء ذلك القائد العظيم لتتابع المسيرة الظافرة لتحقق المزيد من المجد والخلود لهذا الوطن وأبنائه من خلال مشروعات البناء والإعمار الشاملة والعملاقة مما طال كل أنحاء البلاد... وعلى سبيل المثال لا الحصر ما صار من عناية وتطوير للتعليم الذي صار الاستثمار فيه محققا للنجاح في كل شأن وطني، بعد أن صار في البلاد مثل هذا الكم الكبير من الجامعات الباذخة التي حطت في كل منطقة مثلما تلك الأعداد الكبيرة من الشباب ممن يبتعثون لتلقي العلم في الجامعات الأجنبية... كل ذلك مما أخذ البلاد إلى آفاق الرقي والتقدم وكما تلك المصحات العملاقة التي تحاكي في تطورها وكوادرها الوطنية كبريات المصحات في أكبر الدول تقدما في العالم مثلما طال التطور والتحديث مختلف القطاعات المدنية والعسكرية... وكما ربط المناطق الكبيرة والصغيرة بشبكات الطرق الرائعة، كل ذلك وغيره كثير مما تناهى في كمه وكيفه في هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه... مما أخفى صورة أمة لتحل في موضعها صورة أمة أخرى تزخر بكلالمفاخر والمنجزات العصرية والرائعة... مثلما صار من عنايتها الفائقة بالمسلمين وما صارت إليه من توسعة الحرمين مثلما العناية بالحجاج والمعتمرين وتوفير كل أسباب الراحة لهم {وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
حفظ الله قائد هذه الأمة وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وأمدهم بطول العمر وموفور الصحة إنه سميع مجيب.