ما زال (المواطن الأوروبي) يحرص على قراءة الصحف، ومثله الأمريكي، وعندما نتجه شرقاً سنجد أن الآسيويين يستقون جزءاً مهماً من معلوماتهم وأخبارهم اليومية من الجرائد والمجلات الورقية كذلك، ولكن أين موقع المواطن العربي من صحافته؟!
الخواجات يحترمون الصحف والصحافيين، ويعتقدون أنهم لسان حال الشعوب، وأن الصحفي رجل نزيهة وباحث دائم عن الحقيقة، بالأمس تناقشت مع (صديق غربي) حول سر بقاء هذا الوهج للصحافة الغربية، وهل ما تحويه صحفهم يختلف عن صحفنا؟! الرجل يقول نحن نعلم أن الإنترنت أسرع من الصحف، وأن التلفزيون مصدر موثوق أكثر من الصحافة، ولكن الصحف تأتي بما لا يأتي به تويتر، ولا مواقع التواصل الاجتماعي، ولا التلفاز!
الفضل يعود للصحفي المحترف أولاً، فهو من يستطيع البحث عن القصة الخاصة، والتحقيق المنفرد، والذي سيكون حديث التلفزيون وتويتر لاحقاً، هناك زوايا وخطوط وعمق في كل حدث، للأسف وسائل التواصل الاجتماعي لا تجيد التعامل معها، لأنها تتاجر بالقشور فقط، والعناوين المثيرة بنظام (الوجبة الواحدة)، حتى لو حدث إخلال بالحقيقة أو اقتطاع لجزء منها، لأن الاختصار جزء من سر الانتشار، وهو ما يجعل الصحف تتفوّق وتتنافس بتحليل وقراءة (كتّاب الرأي) فيها، ومعلومات الصحفيين الميدانيين، الذين يبحثون عن الحدث، ويصنعونه في بعض الأحيان؟! وهذه حكاية أخرى وسر من أسرار صاحبة الجلالة؟!
الصحف العربية أكثر ألواناً وصوراً وورقاً وملاحق، ولكن المواطن العربي لا يثق (بالصحفي العربي) في الغالب، ويصفه ببوق السلطة، بل إن بعض أصحاب الحاجيات ومن يريدون طرح مواضيعهم في الصحافة يتحدثون عن (فساد أخلاقي) بين بعض الصحافيين، للأسف بطلب (مبالغ مالية) مقابل النشر!
وهذا بكل تأكيد لا يمت للصحافة و(شرف المهنة) بصلة!
هناك من (العائلات العربية) الفقيرة من المحيط إلى الخليج من يتشاجر صغارها على قطع (الرغيف) من أجل التهام (صحن الفول)، ليتساقط الزائد منه على صفحات مليئة دوماً (بخطط ومشاريع حكومية) لمستقبل أفضل!
القارئ العربي يستحق بعض العناء من الصحفيين، لتقدم محتوى (يحترم عقليته)، ويلبي طموحه بالحصول على مصدر متزن للمعلومة، بعيداً عن (قشور تويتر)!
وعلى دروب الخير نلتقي.