اختارت «أرامكو السعودية» عنوانا معبرا في ترويجها لإفتتاح «مدينة الملك عبدالله الرياضية»؛ الجوهرة الفريدة التي أبدعت في تشييدها على أرض الواقع. لم تكن رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز مرتبطة بالمدينة الرياضية فحسب؛ بل كانت أكثر شمولية وعمقا؛ حوَّلت المملكة خلال التسع سنوات الماضية؛ إلى ورشة عمل؛ لبناء المكان وتنمية الإنسان. مشروعات متنوعة؛ شكلت في مجملها؛ منظومة عمل متكاملة لتحقيق إستراتيجية التنمية الحديثة. أحدث الملك عبدالله بن عبدالعزيز تغييرا لافتا في التعليم؛ الاقتصاد؛ الإدارة والتنمية. خطوات تنموية متسارعة تسعى نحو تحقيق الأهداف الإستراتيجية وتحويل الرؤى الطوحة إلى واقع معاش.
زيادة الإنفاق الحكومي من 341 مليار ريال في ميزانية العام 2005 إلى 925 مليارا بنهاية العام 2013 ؛ يعكس توجهات الحكومة وإصرارها على إستكمال مشروعات التنمية في مدة زمنية قصيرة؛ مستفيدة من الإيرادات المرتفعة التي أنعم الله بها على هذه البلاد. إنفاق توسعي تراكمي منذ العام 2005 وحتى اليوم؛ رفع مجمل الإنفاق العام خلال التسع سنوات الماضية إلى 5.4 تريليون ريال؛ وهو حجم إنفاق ضخم أسهم في تحقيق الجزء الرئيس من مشروعات التنمية.
الإدارة الرشيدة للموارد المالية نجحت في خفض الدين العام من 659 مليار ريال؛ يمثل ما نسبته 82 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي؛ العام 2003؛ إلى ما يقرب من 75 مليار ريال بنهاية العام 2013؛ يمثل ما نسبته 2.7 في المائة من الناتج الإجمالي؛ وبناء الاحتياطيات المالية التي بلغت ما يقرب من 2.7 تريليون ريال بنهاية العام 2013.
خفض الدين العام بشكل حاد؛ وبناء الإحتياطيات المالية لم يؤثر سلبا على خطط وبرامج التنمية. نجحت الحكومة في تحقيق العمل المتوازن من خلال ثلاثة محاور رئيسة؛ الإنفاق التنموي التوسعي؛ تقليص الدين العام؛ وبناء الاحتياطيات المالية؛ وهي معادلة صعبة لم تكن لتتحقق لولا بركة الله وفضله أولا؛ ثم الرؤية الإستراتيجية؛ وإدارة الحكم الرشيد التي إستخدمت موارد الدولة في تعزيز الإستقرار المالي؛ وتنمية الإنسان والمكان عل حد سواء.
شَكَّل التوكل على الله؛ والإخلاص في العمل؛ والرغبة في إحداث التغيير الإيجابي قاعدة الرؤى الإستراتيجية التي تجسدت مع مرور الوقت إلى واقع معاش. العمل المضني لا يخلو من القصور؛ والكمال لله وحده؛ والإنتقال من حالة الجمود؛ إلى رحابة التطوير والإبداع يُحدِث بعض الخلل؛ الذي يتلاشى كليا مع تطور التنمية؛ تكاملها؛ توفر الخدمات؛ وتحديث الأنظمة والقوانين. يمكن للمتمعن في نوعية المشروعات ذات العلاقة بالبنى التحتية؛ المطارات؛ السكك الحديدية؛ الموانيء؛ الجامعات؛ الإبتعاث الخارجي؛ التعليم؛ والصحة؛ إضافة إلى منظومة التغيير وبناء الإقتصاد؛ أن يربط بينها بسهولة؛ ليصل إلى الرؤية الشاملة التي جاهد الملك عبدالله من أجل تحقيقها؛ لتكون قاعدة الإنطلاقة نحو عالم أرحب من التطور والإزدهار.
«رؤية ملك» شعار جميل جسدت فيه «أرامكو» مرحلة البناء والتطوير والإبداع؛ وربطته بمشروع «مدينة الملك عبدالله الرياضية» المزمع إفتتاحها رسميا الأيام القادمة. رؤية الملك عبدالله كانت ثاقبة في قدرات «أرامكو السعودية» التي نجحت في تنفيذ كل ما أسند لها من مشروعات تنموية طموحة.
أجزم بأن رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز الإستراتيجية لم ترتبط بمشروع متميز كمدينة رياضية؛ أو جامعة عالمية؛ أو مناطق صناعية؛ وإقتصادية ومالية بل باتت أكثر التصاقا بمستقبل الوطن؛ وأمنه واستقراره؛ وإعادة بنائه لضمان التقدم والرقي والازدهار.