طوال سنوات، بقي المصمّمون وأصحاب المشاريع يستخدمون نماذج حيّة - فيطلقون أفكار منتجات غير منجزة في أسواق فعلية، وينشئون حالات تتطلب رد فعل من عملاء فعليّين. والآن، بدأت الشركات الأكبر حجماً تنضمّ إلى هذا القطار، علماً بأنّ هذه المقاربة تحيّر عدداً كبيراً من المسؤولين التنفيذيين، التائقين لتجنب الاستثمار المفرط في أفكار خاطئة، إلاّ أنّ هؤلاء يشككون في مسألة عرض منتجات وخدمات غير منجزة تماماً في السوق. وبالتالي، نتساءل إن كنّا نلطّخ سمعة علامتنا التجارية، وإن كانت ثقة عملائنا ستكفّ عن التراجع بالوتيرة ذاتها، إن اختبروا نموذجاً أوّلياً غير مكتمل، وإن كان الأمر سيدفع بنا إلى كشف إستراتيجيتنا للمنافسين.
إنّها مخاوف مشروعة، ولكن من خلال الإجابة عن بعض الأسئلة، يمكن في العادة اكتشاف طرق تسمح بإجراء اختبارات في السوق، من دون تهديد العلاقات التي تجمعك بعملائك. وفي ما يلي مقاربات نعتبرها مفيدة، كونها تساعد المسؤولين التنفيذيين على معرفة درجة الحذر التي يجب أن يتوخّوها إجرائهم لتجارب تشمل العموم:
- قيّم تاريخ علامتك التجارية: هل تملك شركتك سيرة من التجارب مع العموم؟ إن كان الأمر كذلك، فكيف استجاب لها المستهلكون؟ هل يقيّم عملاؤك الأساسيون حسّ الابتكار لديك أم مصداقيّتك؟
- قيّم مراجعك التنافسيّة: حدّد «الحد الأدنى للنوعية» في العرض الذي تقدّمه. فهل النوعية أساسية في السوق الذي تعمل فيه، أم أن سلعتك من النوع الذي يحلو الاستحواذ عليه وحسب؟ ويشار إلى أنّ هذا الحدّ الأدنى سيكون شديد الارتفاع في الخدمات القانونية، وشديد التدنّي في الخدمات الترفيهية.
- قيّم الصناعات النظيرة: قد يكون الالتفات نحو المنافسين المباشرين مضللاً في بعض الأحيان. وبالتالي، راقب الصناعات المحاذية. وإن كنت في قطاع السيارات، قد ترغب في الاطلاع على القطاعات الخاضعة للرقابة، كالرعاية الصحية والتمويل، التي تنجح في إجراء اختبارات هامة على الرغم من البيئة التنظيمية الصارمة التي تعمل فيها.
- استحدث نماذج أوليّة للنماذج الأوّليّة: بدلاً من الاكتفاء بإطلاق نموذج، بادر بإخراج المفاهيم التي أطلقتها، أو النماذج الأوّلية التي صنعتها إلى العلن، وتحدث عنها مع العملاء، ودعهم يتصورون ما سيكون عليه الأمر إن صادفوا هذه النماذج الأوّليّة، من دون أن يعرفوا أنها ليست منتجات «فعليّة». فهل سيشعرون بالحماسة إزاء اختبار منتج جديد؟
مع أنّ إطلاق نماذج أوليّة قد يبدو مخيفاً في اللحظة الآنية، من المؤكّد أنّ المخاطر الناتجة عنها أقل بكثير من تلك المتأتية عن إطلاق سلعة أو خدمة فيها خلل. ولا تنسَ أن الأسواق تتحرك بسرعة، وسيعمد عدد متزايد من منافسيك إلى الاختبار لتحسين مكانتهم في السوق. ومن الأفضل إذاً أن تختبر وتبني، بدلاً من بقائك مع أعمال بائدة.