الحمد لله على قضائه وقدره وما نقول إلا كما قال الصابرون: «إنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
لقد فقدنا الأديب والمؤرخ وأستاذ الجيل الفاضل أحمد بن عبدالله الدامغ ذلك الجبل الأشم الذي لم يتوقف قلمه عن الكتابة في كل ما له شأن وفائدة في هذه الدنيا، فمرة تجده يكتب في الحكمة ومرة يكتب في التاريخ ومرة في الشعر ومرة في الأدب، هذا المؤرخ الأديب الذي ألّف عشرات الكتب ومئات المقالات كان لأسلوبه جدارة ومقدرة جعلته محبباً إلى الجميع.
كان مالكاً لزمام التواضع والهدوء والاستماع ثم اختيار المناسب النافع من الرد الجميل الذي يتحلى بالمعرفة والعمق في الفهم والإدراك.
كتب عن وادي الفقي (وادي سدير) عشرات الكتب وجمع عنه من القصائد ما عجز عنه الآخرون حتى أنه استطاع أن يجمع كل ما قيل في هذا الوادي العظيم لأكثر من أربعين شاعراً جميعهم تغنوا وأرّخوا لهذا الوادي.
كتب عن شعراء مدينته المحببة إليه روضة سدير ومدينة الداخلة وكل مدن سدير.. كل ذلك بجهد منفرد منه شخصياً في مقابلاته للشعراء أو جمع ما سبق وتم نظمه من قصائد كادت أن تندثر.
وأصبحت تاريخياً شعرياً وثقافياً تتداوله الأجيال.
كان لي شرف تكريمه في الملتقى الثقافي قبل عدة سنوات وما أجمل أن نرى كثيراً من الجهات الحكومية والخاصة تكرّم هذا العلم البارع في أعماله.
لقد سطّر لنا أستاذنا الكريم تاريخاً كاد أن يفقد ولتشهد الأجيال القادمة أن الشيخ أحمد الدامغ ترك الإرث الباقي في خدمة مجتمعه وبلاده.
رحم الله شيخنا الأديب والشاعر والمؤرخ الأستاذ أحمد بن عبدالله الدامغ وأحسن الله العزاء لأبنائه وأسرته الكريمة ولكل أهالي روضة سدير وكافة من عرفه وأحبه.
ونرجو الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل ما أصابه تكفيراً له.
والحمد لله على قضائه وقدره.