في المؤتمر الدولي للتعليم العالي للعام الحالي الذي كان بعنوان «الابتكار في التعليم العالي» أقيمت ندوة بعنوان «دور المرأة السعودية في التنمية المستدامة» وقد تطرقت فيها د. نجاح القرعاوي إلى مفهوم الاستدامة باعتباره مفهوم جديد يُعنى بحفظ التنمية المجتمعية والتوازن بين الحاضر والمستقبل الهدف منها نقل المشاريع إلى أرض الواقع وتجسيد قوله صلى الله عليه وسلم «قليل دائم خيرٌ من كثير منقطع»، رغم أن اهتماماتي تنصب في تطوير المناهج الدراسية ولكن وجدت ضالتي هنا في محاور الندوة المذكورة آنفاً، قد تساءلت فيها: لماذا لا يكون لتطوير المنهج نصيب في الاستدامة؟ وإذا ما اعتبرنا أن الاستدامة التنظيمية لا تقوم فيها المؤسسات على أشخاص، بل على نظام لا يتغيّر بتغيّرهم.. لماذا لا تكون المهارات والأهداف المعيارية المراد الوصول إليها في المنهج ثابتة لا تتغيّر بتغيّر عناصر المنهج وتغيّر القائمين على تطويره؟ وأن أي منهج لا فائدة منه يجب أن يتم الاستغناء عنه وهذا ما يقصد به استدامة الفوائد والذي يعتبر ركيزة أخرى ترتكز عليها الاستدامة المؤسسية، أما الركيزة الثالثة فهي الاستدامة المالية والتي أرها بمنظور المنفعية فمخرجات المنهج المطور كفيلة بإيضاح مدى جدوى التطوير المتبع في هذا المنهج. أخيراً الاستدامة ليست حكراً على محاورها الثلاث (البيئية - الاقتصادية - الاجتماعية) أيضاً كل ما يختص بعمليتي التعلّم والتعليم نصيب منها، ويقود عجلتها تطوير المنهج وفق ما يعرف بالتعلّم مدى الحياة.